كلمة العدد - اسلمى يا مصر - محمود أبو العلا

اسلمي يا مصر .. نحبك يا مصر .. فداكي يا مصر .. نموت نموت وتحيا مصر.. وغيرها .. الكثير والكثير من الشعارات التي عشنا وتربينا عليها .. وها قد أتت الأيام لتثبت لنا أننا لا نعني ما نقول .. أو علي الأقل .. الكثير منا لا يعني ما تحويه هذه الكلمات من مبادئ وشرف عظيم لكل مصري ..
المواطنة إلتزام وليست طلبات أو مطالب، المواطنة تضحية وليست حقوق أو مكاسب .. مصر الآن تحتاج أن نتفاني في العمل والإيثار وليس أن نمارس بشكل بغيض كل أساليب الأثرة.. الإيثار أن نجعل مصر قبلنا وقبل جميع الأشخاص من حولنا .. حتي أولادنا .. تكون مصر قبلهم.. والأثرة .. أن نضع أنفسنا أولاً .. قبل الوطن .. ونحن إذ نفعل ذلك نكون علي خطأ كبير .. عميق .. بل ونؤذي أنفسنا أولاً .. لقد عشنا سنوات طويلة من القهر والظلم .. ظلم الحكام لنا..
المواطنة لمن لا يعرف المواطنة .. هي حالة من الإنتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة، ونحن قطعنا ذلك الرابط .. فلم يعد لنا شكل إجتماعي .. ولا نظرية سياسية .. ولا توحد ثقافي .. حتي نظرية جان جاك روسو التي صاغها في "العقد الإجتماعي" والتي تقضي بأن المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تٌقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسؤوليات الإجتماعية التي يلزم عليه تأديتها، أهدرناها وتبدلت وصارت مجموعة من الحقوق الأساسية التي يجب أن نحصل عليها لكي نترك القطارات تسير .. ونغادر ميدان التحرير .. ونسمح للشرطة بالعودة إلي الشارع!! لم يعد في مجتمعنا ذلك المصطلح الذي يسود في كل بلدان الدنيا (المواطن الفعال) أين هو ذلك الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أو العمل التطوعي الذي يشارك فيه !!.
المواطنة تتصل اتصالاًَ وثيقا بالجنسية لأنها تعني ببساطة شديدة أن الشخص عديم الجنسية هو ذلك الشخص الذي لا يملك المواطنة في أي دولة ..
إننا نعيش اليوم مرحلة جديدة من مراحل الظلم وهي أكثر قسوة من سابقتها .. ظلم الشعب لنفسه .. طوائف الشعب تتكالب علي المطالب الفئوية .. ولتحقيق ذلك .. تعتصم .. تتظاهر .. تضرب عن العمل .. تقطع الطرق .. تعرقل السكة الحديد .. تحرق المباني ..
والحكومة ضعيفة .. قليلة الموارد .. جديدة علي الحكم .. تم تكليفها بإدارة شئون البلاد لفترة إنتقالية .. لا تستطيع أن تقوم بإجابة كل هذه المطالب .. ومن أين تستطيع ؟؟ والعمل متوقف.. دائرة مغلقة ..
في زمن الفوضي .. ينتشر الظلم .. يعم الظلام .. يكثر الكلام .. تموت المبادئ .. يسود منطق القوة .. ترتفع أسهم أنصاف الرجال أو أشباه الرجال .. وينزوي جانباً أصحاب العقول والرؤي .. وينعزل الناس كل من يحترم دينه ونفسه ..
والمخرج في كتاب الله .. وفي العودة لشرع الله.. وفي الصبر لكي تمر الأيام الصعبة وتأتي الأيام الرخاء ..
جميعنا فى حاجة إلى العمل بلا مقابل .. بل والتفانى فى العمل بلا مطالب .. ولننتظر الجزاء من الله .. يصلح لنا أعمالنا ، ويجعل مساكننا جنات في الدنيا والآخرة.. وأبسط من كل ذلك .. نسطر جميعا نهضتنا هذه في صفحات التاريخ فى سطور من نور .. حقا نحن شعب عاش علي المبادئ في الواقع ولم نمارسها فقط في كلمات جوفاء .. أليس من الأفضل أن نصنع لأولادنا مستقبل مشرق.. بدلاً من أن نصنع لأنفسنا حاضر مظلم!!
نعمل دون انتظار لجزاء
هذا هو الشعار الذي يحقق كل الآمال

إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال