تعد لغة الجسم وسيلة إتصال مهمة بالآخرين،نستخدمها جميعاً بشكل يومي.لذلك فإن تعلم كيفية فهم لغة الجسم وإستخدامها بطريقة فعالة،قد يحسن من علاقة المديرين بالآخرين، بدرجة كبيرة،كما قد يساعده على التخطي والتعامل مع المواقف المختلفة، التي يتعرض لها في عمله.
وكذلك قراءة تعابير الوجه وتفسيرمعاني التواصل غير اللفظى على نحو دقيق تجعل من المديرين قادة أكثر فاعلية،وهذا تماماً ما يراه الدكتور بول إيكمان"PAUL EKMAN"البروفسور في علم النفس في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو-ومؤلف كتاب"قراءة الوجوه والمشاعر من أجل تواصل وحياة أكثر فاعلية، إذ يقول:
"تعتبر قراءة الوجوه مهارة مطلوبة لدى المديرين،ففي مكان العمل بالتحديد غالباً ما يخفي الموظفون في داخلهم مالا يبوحون به،أويتكلمون بأمور لا تكشف عن حقيقة تفكيرهم. ولو أنه كان بإمكان التنفيذيين أن يدركوا الإختلاف بين المقولات وتعبيرات الوجه التي تنم عن حقيقة المشاعر الحقيقية لتمكنوا على سبيل المثال من معرفة متى يكون الفرد على وشك الدخول في المزاج الغاضب،كما أنهم سيكونون قادرين على الإحاطة بمحاولة الآخرين إخفاء مشاعرهم مثل الغضب، الدهشة، الإشمئزاز، المفاجأة".
ويقول إيكمان في إشارة إلى بعض الدراسات إلى "أن المديرين المتجاوبين مع العواطف غير اللفظية أكثر نجاحاً في مكان العمل من أولئك الذين لا يبدون تجاوباً معها".قد يتحدث معك أحد مرؤوسيك ومن الممكن أن يكذب بالكلام، لكن تعبير الوجه وحركات الجسم تفضح الكذب ويمكن كشفها عن طريق مراقبة حركات الجسم...مثل حركات العيون...حك الأنف...مسك الأذن...تغطية الفم...اللعب بالشعر...طريقة الجلسه.......الخ.وللتعرف على إذا ما كان مرؤسيك أو رؤسائك يكذبون عليك أم يقولون الحقيقة،وإذا ما كانوا يحبونك أم لا.هل عندما يمتدحونك يقصدون ذلك بالفعل أو لا ؟...عليك تعلم لغة الجسم ورفع مهارتك على قراءة الوجوه.
إن قراءة الوجوه من أسرع الطرق لمعرفة إنطباعات الآخرين عن طروحاتك ومعرفة الحركات السلبية للأشخاص الذين تتعامل معهم قبل أن يتكلموا وله فائدة كبيرة بالنسبة لك إذ يتيح لك تغيير خططك بسرعة؛ ونطرح هنا بعض الأمثلة لأهمية معرفة وتعلم لغة الجسم:
مثال1:
إذا طرحت خطتك الجديدة فى العمل أمام أحد منافسيك أو مرؤوسيك أو حتي رئيس لك ولاحظت أنه إحتار في بداية الأمر فى الرد عليك فإنه يحك أذنه أو أنفه فوراً ، فيجب أن تدرك مدى قلقه وإضطرابه ولكن عندما يستند إلى كرسيه ويشكل مثلثاً بيده أعرف أنه عثر على فكرة جديدة أو رأى جديد مستقل لمقاومتك.
مثال2:
قد تجد أحد الموظفين المتخاصمين أوالذى بينه وبين أحد زملائه إختلاف،عندما يكون موقفه أقل يبدأ برفع صوته ويحرك يديه في وجه محدثه أو زميله أو رؤسائه،ليلفت نظره عن الفكرة ، للغة جسمه المسيطرة والأقوى.أو قد يلوح بالأوراق التى يحملها فى الهواء، وقد يرميها بقوة على المائدة أو يبدو فجأة متهوراً وعدوانى..
قد يكون يخفى بغروره ضعف موقفه،ونفس المنطق ينطبق على الموظف الذى يصرخ ويكرر أنه تنازل كثيراً وأنه صاحب حق فى حين أنه لم يتنازل إلا عن القليل جداً مما كان يتوقع وأنه ليس صاحب حق أصلاً.
مثال3:
حين تكون في إجتماع مع مرؤوسيك وتلاحظ أن أحدهم يضع رجلاً على رجل، ويقرأ في جريدة أو يعبث فى التليفون ثم تسأله:هل أنت مهتم بما أقول؟ فإن"نعم"تعني أنه لا يقول الحقيقة. ويكون إخفاء الكذبة صعباً ، لأن اللاوعي عنده يتحرك بإستقلالية عن الكلام الشفهي.
مثال4:
إذا تمكنت من إلتقاط علامات غضب (شفاه مرققة،حاجبان منخفضان للداخل،إتساع فتحتى الأنف ،وجفنان مرتفعان) من فرد من أفراد طاقم العمل لديك بعد أن أخبرته بأنه لن يتلق مكافآة تشجيعية هذه السنة،وإذا كنت مهتماً به وتريد أن تراه يتحسن،يقترح عليك الدكتور بول إيكمان"PAUL EKMAN بأن تقول له: "أعرف أنها أخبار سيئة وأتوقع أن تكون محبط.لدي إنطباع بأنك كنت منزعج وأنك كنت تتساءل ما إذا كان من المجدي الكلام بهذا الشأن"،أو أن تقول ببساطة "سأكون مسروراً لو تكلمت معك الآن أو في وقت لاحق تجد نفسك مستعد للكلام فيه بهذا الشأن".
يحذر إيكمان من توجيه سؤال" هل أنت غاضب؟" في وضع كهذا لأن هذا يفتح النار على المدير التنفيذي،ولاحظ أنه لا فائدة من المعلومات التي حصلت عليها من قراءتك لوجه الآخر إن لم تنجح فى التعامل معها والاستفادة منها.
وإذا أبدى هذا الموظف نوعاً من الخوف (الجفنين العلويين مرتفعين، الجفنين السفليين مشدودين، حاجبان مرفوعان ومقطبان)، يقول إيكمان أنه ربما يقول أنه قلق على مستقبله.هنا ينصح إيكمان المدير بأن يؤكد له أن وضعه مستقر في الشركة،إذا لم يكن في خطر فعلاً,أو أن يناقش المساحات التي عليه أن يطورها لتحسين وضعه في الشركة.
مثال5:
إذا كنت تحدث رئيسك فى العمل أو زميل لك أو أى شخص آخر ولاحظت أنه يكثر من وضع يده على أنفه وفمه أو فرك عينه فهوعلى الأغلب لايصدق ماتقول أو أنه في أحسن الأحوال يتشكك به أما إن فعل ذلك محدثك فتشكك أنت فيما يقول!
مثال6:
فعندما يعقد إجتماع ما لمؤسسة أوإدارة ويلقي المدير نكتة عرضية نجد أن كل من الحاضرين يصطنع إبتسامة مزيفة تظهر بوضوح في عضلات زاويتي فمه التي تُشَدّ وتُرخى في إتجاه الأعلى أما في الإبتسامة الحقيقية فإن عضلات أطراف العينين تتقلّص أيضاً.
وإذا ما ابتسم لك مديرك دون أن تتقلص العضلات حول عينيه، فهو يحاول أن يكون لطيفاً فحسب..
التسميات
موارد بشرية
شكرا على هذا المجهود
ردحذف