كثيرا من القضايا الجمركية تحتاج مواجهتها بأفكار وحلول إبداعية، ورغم ما انتهجته الجمارك المصرية من محاولات لتطوير أنظمتها ، إلا إنه مازالت تسعى إلى تحقيق الأفضل لاستيعاب احتياجات العمل والعاملين والمتعاملين على حد سواء .. تلك الاحتياجات التى اتسمت بكثافة وسرعة مطلوبة - خاصة فى هذا العصر - الذى نشهد فيه تطورات متلاحقة لا تتوقف وسرعة لم نعتادها من قبل.
تلك السرعة التى لا تساير أفة التباطؤ التى اجتازت العصر الماضى واصبحنا فى حاجة ملحة الى التصحيح والإصلاح بشكل أسرع وأسلوب مختلف .. اسلوب يتسم بالجرأة والإبداع في المعالجة حتى لا يحيط بنا اليأس.. ويضمن تحقيق أهداف المصلحة وعامليها ومتعامليها .. اسلوب يحتاج إلى عقول واعية ومدركه .. اسلوب يلامس الواقع ويحقق أماله المرتقبة.. بعيدا عن النظريات النسبية وعدم الواقعية فى خطط التنمية.. حتى لا يصل الحال بنا إلى مرحلة اليأس والإحباط.
نحن فى حاجة إلى صنع الحلول وليس فقط تيسير الأمور فى هواء بارد .. نحن فى حاجة إلى التنقيب عن المبدعين والبحث عنهم .. إن كنا نسعى حقا إلى التفرد والإرتقاء .. نحن فى حاجة إلى إحتواءهم وتنميتهم باعتبارهم أصحاب صفات شخصية وذهنية تمكن صاحبها من التفكير بطرق غير تقليدية أو كما يقال (التفكير خارج الصندوق) من أجل إيجاد أساليب أو وسائل غير متعارف عليها للأفكار المتداولة على الساحة وهو ما يعرف بالإبتكار.
والإبتكار عزيزى القارئ - كما هو معروف - وليد الإبداع، ومرتبط به، فنجد جميع الابتكارات تبدأ أصلاً بأفكار إبداعية حيث يعمل الابتكار على هذه الأفكار بإحداث تغييرات ملموسة على أرض الواقع.. كما أن الإبتكار لا يأتى بسهولة أو محض صدفة وإنما يتطلب بذل بعض الوقت وبعض الجهد في البحث في الفكرة وتطويرها بالإضافة إلى كيفية تسويقها للمستفيدين منها.. وبالتالى إذا كان الإبداع فى غالبيته نشاط ذهنى من الأفراد فإن الإبتكار وليد دعم المنظمات لتلك الفكرة .. وغالبا ما يكون المبتكرون روادا فى مجال تخصصاتهم ..
فإذا كنا نسعى جميعا لأن تكون الجمارك المصرية بحق رائدة فى مجالاتها .. فلا يكفى التنقيب عن المبدعين فيها فحسب وإنما تتطلب الأمر عن تولى وتبنى المصلحة بقياداتها أفكار مبدعيها والعمل على دعمها. حتى يصبح الابتكار ممثلا كتطبيقات ناجحة للأفكار الإبداعية على أرض الواقع.
خالص تحياتى
التسميات
كلمة العدد