تعتبر صناعة النسيج من أقدم الصناعات التي نشأت مع الإنسان، وكانت وليدة حاجته إلى وقاية نفسه من العوامل الجوية. فقد تدّرج في سلم التطور فاتخذ ملابسه من ورق الشجر وجلود الحيوان والحشائش والأغصان. ثم لم يقف الإنسان عند هذا الحد بل إستخدم خيوط (الكتان - الصوف - الحرير - القطن) في تصنيع ملابسه. وقد برع المصريون بدرجة كبيرة ومهارة فنية في تصنيع الخيوط المغزولة من ألياف الكتان. واستخدموا الصوف بتحفظ لأسباب دينية، فقد كان قدماء المصريين يعتقدون بعدم طهارة الصوف، بينما يؤمنون بطهارة وقداسة الكتان، لإعتقادهم أن بعض الآلهة قد كُفن في نسيج من الكتان. وكان إستخدامهم للصوف قاصراً على صنع الملابس الخارجية التي يخلعونها قبل أن تطأ أقدامهم أرض المعبد.
ولم تقف شهرة المنسوجات الكِتانية المصرية المنشأ عند العصر الفرعوني، بل امتدت للعصر البطلمي فقد تكلم مؤرخو اليونان عن نسيج الكتان المصري وخصوا نوعا دقيقا منه كان يُصنع منه ملابس الكهنة ولفافات المومياوات. وفى العصر الروماني أنشأ الأباطرة مصانع النسيج الملكية بمدينة الإسكندرية لتمد الملك وبلاطه بما يحتاجه من الأقمشة الكِتانية التي تُشتهر بها مصر. وفى العصر القبطي انتشرت مصانع النسيج في جميع أجزاء القطر، واشتهرت مصر السفلى بمنسوجاتها الكِتانية، بينما اشتهرت مصر العليا بمنسوجاتها الصوفية.
وفى العصر الإسلامي ذاعت شهرة مصر في نسج الأقمشة الصوفية والكِتانية، حيث نجد قطع منسوجة عن طريق إستخدام أرضية من خام الكِتان ومزخرفة بإستخدام لُحمات من الصوف على هيئة أشرطة. وبلغت صناعة المنسوجات الكِتانية المصرية ذروة إزدهارها في عهد الدولة الفاطمية، ونالت من الرُقى والتقدم قدراً لم تشهده مصر الإسلامية في أي عهد من عهودها التي سبقت ذلك العصر أو تلته.
ولما كان دوام الحال من المحال فقد بدأت هذه الصناعة تفقد قدراً كبيراً من الإهتمام والعناية بسبب الظروف والأحداث التي مرت بها مصر، والتي ترتب عليها القضاء على مركزين من أهم مراكز صناعة النسيج (مدينة تانيس) والتي أمر الملك الكامل بهدمها رغم كونها من أهم مراكز النسيج, علاوة على أنه عندما غزا لويس التاسع مصر واحتل مدينة دمياط، التي كانت في ذلك الوقت تشغل مكان الصدارة بين مراكز النسيج المصرية تعطل الكثير من مناسج الكتان. ثم ما لبث أن ظهر القطن والحرير بعد ذلك.
التقسيم العام للخامات النسجية Classification of textile fibers
الألياف الطبيعية Natural fibers ويتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: ألياف نباتية Vegetable fibers
وهى التي ترجع لأصل نباتي وتتكون أساساً من مادة السليلوز مثل (القطن - الكِتان - الجوت - السيزال).
ثانياً- ألياف حيوانية fibers Animal
وهى التي ترجع إلى أصل حيواني وتختلف عن الألياف النباتية لأن المادة الأساسية المكونة لها من البروتين مثل (الصوف - شعر الماعز - وبر الجمال - الحرير الطبيعي الذي يؤخذ من دودة القز).
ثالثاً: ألياف معدنية Mineral fibers
وهذه المجموعة محدودة الأهمية في صناعة الغزل والنسيج، ويعتبر خام الأسبستوس Asbestos أهم هذه المجموعة حيث يستخرج من بعض الصخور الطبيعية، ويمتاز بأنه مقاوم للحرارة والإشتعال.
خيوط الأسبستوس Asbestos yarn: هي الخيوط المصنوعة من ألياف الأسبستوس والمستخدم في الصناعات النسجية المنتجة لأغراض الأمان مثل مقاومة الحرارة والعزل الكهربائي والحرير.
الألياف الصناعية Manmade fibers ويتم تقسيمها إلى مجموعتين:
أولاً: ألياف صناعية تحويلية Regenerated fibers
وهى التي تُقدم الطبيعة فيها للإنسان المادة الخام التي يشكلها في صورة شعيرات، مثل مادة السليلوز في لب الخشب، ومن الشعيرات التحويلية السليلوزية الحرير الصناعي.
ثانياً: ألياف صناعية تركيبية Synthetic fibers
وهى المجموعة التي صنعها الإنسان بأكملها، فهو الذي صنع المادة الخام المكونة لها مثل شعيرات (نايلون - تريلين وغيرها (Polyester - polyamide - Acrylic - Nylon - viscose).
الخواص التي يجب توفرها في الخامة حتى تصلح لعمليات الغزل والنسيج طول الشعيرة:
يعتمد على طول الشعيرة في مراحل الغزل بوصفها الداعمة لتماسك الشعيرات مع بعضها لتكوين الخيط، ويمكن أن يكون طول الشعيرة غير محدود وهو ما يطلق عليه شعيرات مستمرة.
المتــــانة: و يقصد بها قدرة الشعيرات على تحمل الشد والضغط التي تتعرض لها أثناء عمليتي الغزل والنسج .
الدقة والنعومة: تختلف نعومة الشعيرات من خامة لأخرى، فمثلاً شعيرات الحرير الطبيعي رفيعة جداً وتعطى أقمشة ناعمة بعكس الخامات الأخرى مثل الصوف أو الكتان أو الجوت.
الإستطالة: وهى قابلية الشعيرات للتمدد إذا ما تعرضت لقوى شد متضادة. وهذا يمكن ملاحظته في الأجزاء المعرضة للشد خاصة عند الركب والمرفقين.
المرونـــة: بفضل هذه الخاصية تستعيد الخامة شكلها الأصلي بعد زوال المؤثر الذي أثر عليها.
كثافة الشعيرات: تؤثر الكثافة على قوام النسيج، فإذا كانت الشعيرات خفيفة جداً فقد يكسبها ذلك مظهرا غير مقبول، بعكس ما إذا كانت الشعيرات كثيفة أو مكتنزة.
التجعد: هو إنقباض الشعيرات أو إلتوائها، وهي خاصية تؤثر على إستقامة النسيج، وأحيانا على قوة التماسك بين الشعيرات أو على درجة المسامية.
التشرب وامتصاص الرطوبة: وهى الخاصية التي تجعل الملابس مريحة خاصة في فصل الصيف، وذلك لإمتصاص العرق، بعكس الشعيرات التي لا تمتص الرطوبة فإن الأقمشة المصنوعة منها تؤدي إلى تعرق الجسم وتصبح غير مريحة مثل (النايلون - التريليون).
توافر المحصول:
حتى تصبح الخامة صالحة للتصنيع يجب توفرها بكميات معقولة.
ملحوظة هامة: لا يوجد نوع من الشعيرات يجمع بين كل هذه المزايا، فقد يمتاز أحد الأنواع بخاصية النعومة أو التشرب مثلا،إلا أنك تجده سريع التجعد أو قصير الشعيرة ... وهكذا. لذلك يتم إختيار الشعيرات على أساس الخواص الغالب تأثيرها في الإستعمال.
التسميات
معارف جمركية