المخدرات آفة العصر - السيد إبراهيم

يبدو أن وجود معجزة مثل الأهرامات  فى مصر  والتى هى من عجائب الدنيا السبع هو أمر طبيعى، فلا عجب فهى أم الدنيا.
ويبدوا أيضا أنه من الطبيعى أن نرى نبوغ  أكثر من عالم  مصرى على مستوى العالم سواء فى مجال الكيمياء أو الهندسة أو الفضاء وغيرها من العلوم الإنسانية يحصدون جوائز عالمية. 
ويؤكد ذلك النبوغ  أيضاً  قيام الشباب المصرى بالتخطيط الرائع لثورة شبابية  تغنى بها العالم كله، بحيث إنها استطاعت أن تسقط نظاماً فى 18 يوم فقط بطريقة سلمية.
ولكن العجيب والغريب أن يكون من بين هذا الشعب الذى يبلغ تعداده اكثر من 85 مليون، هو أن نكتشف أن من بينهم  7 مليون فرد مدمن مخدرات.
فلا تكاد تخلو صحيفة يومية من أخبار تتعلق بضبط مواد مخدرة، وبدأنا نسمع  الشباب ونراهم بأم أعيننا فى الشوارع والنوادى والجامعات وهم يتعاطون المخدرات وكأنه أمر طبيعى.
 نراهم متنطعين بالطرقات والحدائق والنوادى يدمرون زهرة شبابهم  ونظن أن هذه هى طبائع الأمور.
طلبة وطالبات يغتالون أنفسهم بدون أن يهتز لنا جفن بل بدأنا نتعود على ذلك، لا نلقى بالاً عندما نراهم مع إننا ممكن أن يكون من بينهم أحباء لنا  أو جار ولا يظن أحد أن ذلك ببعيد عنه.

التأثير الإجتماعى لظاهرة المخدرات

(الفراوله, التفاحة, الصاروخ, المزاج, عامل دماغ)  فتلك التسميات التى انتشرت بين الشباب المصرى هى بشائر الثقافة الجديدة فى السنوات القادمة فنحو 7 مليون مدمن ومعهم 7 مليون أسرة تنحدر فى ذلك المستنقع، تخيل حجم الضرر الإجتماعى عليهم وعلى المجتمع المصرى مستقبلاً لأن أغلبهم فى سن الشباب.
إن تقارير إدارة مكافحة جرائم المخدرات بوزارة الداخلية، وكذلك الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء التى خرجت أخيراً تشير إلى عدة حقائق أهمها:- 
  • الحقيقة الأولى: تتحدث التقارير عن 7 مليون مواطن مصرى هم عدد ما يتعاطون المخدرات، 20% منهم من الطلبة والطالبات أى ما يقرب من 2 مليون طالب و طالبة من جميع المراحل التعليمية حتى المرحلة الإعدادية!!!!
  • الحقيقة الثانية: هو أن حجم تجارة المخدرات فى مصر يبلغ 18.2 مليار جنيه أى ما يقرب من 2.5% من الدخل القومى لمصر، 79.5 % من دخل قناة السويس، 32% من حجم عائدات مصر من الصادرات، 41% من عائدات السياحة, 109% من عائدات الإستثمار, 46% من تحويلات المصريين بالخارج، علما بأن حجم الدخل القومى لمصر بلغ 731 مليار جنيه عام 2007. 
  • الحقيقة الثالثة: هى أن 75% من المتعاطين للترمادول المهرب من الشباب أقل من 30 عاما.

التأثير النفسى على المتعاطى 

إن تأثيرالأقراص المخدرة"مجموعة الترامادول" ثم الهيروين والأفيون على الحالة النفسية للشاب المتعاطى يزيده  رغبة  فى أن يحصل على المزيد من الجرعة تدريجياً حتى يصل إلى حد اللاعودة منها.

هل لمصلحة الجمارك دور فى مكافحة دخول المخدرات إلى مصر؟

نعم بالتأكيد ذلك لأن مصلحة الجمارك تعتبر خط الدفاع الأول حيث تشكل المنافذ الجمركية البوابة الطبيعية لدخول البضائع. 
وقد تبنت مصلحة الجمارك المصرية تحديث منظومة مكافحة التهريب الجمركى بحيث اتبعت منهج الإنتقائية فى التفتيش والفحص الجمركى للبضائع اعتماداً على ألية نظام المخاطر ويدعمها فى ذلك إدارة للإستخبارات التى مهمتها الإمداد بالمعلومات وكذلك إدارة  للتحليل والإستهداف وتعمل على دعم الجهات المعنية بالتنبيه على كل تهديد محتمل فى المستقبل.
ولا تقتصر جهود مصلحة الجمارك المصرية على كل ذلك فقط بل تسعى إلى:-
  1. زيادة التنسيق مع الجهات الخارجية داخل وخارج الميناء.
  2. العمل على تطوير أداء أجهزة الكشف بالأشعة.
  3. التنسيق مع المنظمات الدولية لتوسيع دائرة التعاون الدولى فى مجال المكافحة وتبادل المعلومات.
وأخيراً فالنجاح يكون حليف القائمين بالعمل الجمركى وباقى الجهات المعنية كلما كانت قدرتهم على التعاون وتبادل وتحليل المعلومات متكاملة بهدف واحد ألا وهو حماية المجتمع المصرى من أى تهديدات.
حمى الله مصر وحفظها من كل سوء. 

إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال