إنه رجل من نوع نادر من الرجال، متواضع بدرجة نائب وزير، ويؤمن بكل صدق بوطنه ويسعى لرفعته على نفس النهج الذي كان عليه عظماء التاريخ، متواضع حتى أنك تحتاج أن تذكر نفسك كثيراً وأنت تتحدث إليه أنك تتحدث مع رئيس الجمارك البحرينية، ملتصق بمرؤوسيه رغم أنه حديث العهد بالعمل الجمركي ولكنه سريعاً ما أصبح معشوق من الجميع محبوب من الكافة، إنه الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الجمارك البحرينية، الذي حضر إلى الإسكندرية على رأس وفد من الجمارك البحرينية ليتابع التطوير الجمركي المصري والبناء المؤسسي فيها، ويرقب على أرض الواقع آلية العمل المركزي في إدارات التعريفة والإجراءات والتقييم الجمركي، ويزور المعهد القومي للتدريب الجمركي، ويناقش كيفية أداء وظيفة التدقيق اللاحق بطريقة عصرية صحيحة، رجل يحدد لنفسه خارطة الطريق بعبارات بسيطة: إننا ننشد بناء هيئة جمارك بحرينية حديثة مؤسساتية تصل بالأداء الجمركي إلى أقصى درجات التطور بكل أبعاده بحيث تحقق هذه الهيئة أهدافها وتقدم خدماتها بأعلى درجات الكفاءة.
لقد تولى سعادة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئاسة الجمارك البحرينية منذ ما يقارب التسعة أشهر وهو الرئيس السادس عشر للجمارك البحرينية، وتولى المنصب خلفاً لسعادة اللواء باسم الحمر الذي تم اختياره وزيراً للإسكان في الحكومة الحالية.
وعلى هامش هذه الزيارة التاريخية والأولى من الجمارك البحرينية لمصر على هذا المستوى أجرينا مع سعادته هذا الحوار:
** سعادة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة مرحباً بكم في بلدكم الثاني مصر وعلى صفحات مجلة الجمارك المصرية التي يسعد قرائها أن تتعرف على سيادتكم عن قرب وتستمع لهذا الحوار، واستأذن سيادتكم في بيانات البطاقة الشخصية.
احمد سعودى رئيس الجمارك المصرية لدى استقباله لنظيره البحرينى |
* بسم الله الرحمن الرحيم، أنا محمد بن خليفة آل خليفة، أعمل رئيساً للجمارك البحرينية في وزارة الداخلية بدرجة وكيل وزارة، من مواليد عام 1950م، متزوج وعندي خمسة من الأولاد، ثلاث من البنات وإثنين من البنين، حصلت على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة عام 1974م من كلية التجارة في جامعة بيروت العربية بلبنان.
** ما هي السيرة الذاتية لسيادتكم في العمل بمملكة البحرين وغيرها؟
* بدأت رحلة العمل في شهر فبراير من عام 1975 حيث التحقت بالعمل في قطاع التسجيل العقاري بوزارة العدل والشئون الإسلامية وتم تعييني مديراً للشئون الإدارية والمالية ثم وكيلاً مساعداً للخدمات وأموال القاصرين بنفس الوزارة، وبعدها تم تعييني وكيلاً لوزارة المواصلات في يناير2001.
** هل كان عدم وجود خبرة في العمل الجمركي عائقاً لكم عندما توليتم مسئولية إدارة شئون الجمارك البحرينية؟
* نعم كان تحدياً كبيراً.
** لماذا لم تأخذ المرأة العربية وضعها بعد في العمل العام بالصورة التي تليق بها، فهل وضعتم هذا في الاعتبار ولديكم عدد غير قليل من السيدات في إدارة شئون الجمارك البحرينية؟
* لا شك أن المرأة تمثل نصف المجتمع ونحن في مملكة البحرين نسبة مشاركة المرأة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص هي نسبة كبيرة وهناك ضباط جمارك من السيدات يعملن في المنافذ البحرية والبرية والجوية، وأعتقد أنه فيما يتعلق بضابطات الجمارك هناك من يعملن في قسم (K9) شعبة الكلاب البوليسية، وهن متدربات على اكتشاف المخدرات والمواد المتفجرة بمصاحبة الكلاب البوليسية المدربة على ذلك.
** العمل الجمركي يعتبر من الوظائف الصعبة والتي لها بعض ردود الأفعال الغير راضية من العامة وخاصة الجمارك والضرائب، كيف ترون هذه المشكلة في مملكة البحرين وهل تؤثر على عملكم؟
* نحن نعتقد أن الجمارك شريك رئيسي في المجتمع التجاري سواءً من المصدرين أو الموردين أو مخلصي البضائع، ونحن قد أرسينا مجالاً واسعاً للتواصل مع تلك القطاعات والتعرف على معوقات التعاون والقضاء على السلبيات في العلاقة أن وجدت، حيث أن الفلسفة الجديدة للجمارك لا تعتبر هي ضرائب فقط، وإنما هي دافعاً لمزيد من سهولة انسياب السلع والبضائع وحماية المجتمع المدني من آفة التهريب الغير قانوني للسلع والبضائع، حيث أن فلسفة العمل جنباً إلى جنب مع جميع القطاعات والتي تحقق في النهاية مكسباً مهماً للمجتمع التجاري والمدني.
** ما هي التغييرات التي تضعها في خطتكم لتطوير الجمارك البحرينية؟
* إن أهم ما نطمح إليه هو ميكنة الدورة المستندية لجمارك مملكة البحرين وربطها الكترونياً مع جميع المتعاملين مع الجمارك من موردين ومصدرين ومخلصين وبنوك وشركات عالمية، حيث أننا في جمارك البحرين نعتقد أن سهولة الوصول إلى المعلومات والفهم المتبادل للإجراءات المطلوبة بشكل واضح وشفاف هو الذي سوف يسهم في القضاء على بيروقراطية العمل الجمركي، ونحن الآن بصدد البدء في البرنامج المحوسب الذي تنفذه إحدى الشركات العالمية للبرمجة الالكترونية والتي سوف تحقق بإذن الله إنشاء مشروع النافذة الواحدة التي تتمثل في إعطاء موظف الجمارك القدرة على فهم البنية التحتية لجميع إجراءات التخليص الجمركي إضافة إلى ما يتعلق بالجهات الأخرى مثل البيئة، الزراعة، الصحة والمواد الصناعية بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع ما يطلبه المجتمع التجاري من مرونة في الاستجابة الآنية لجميع المتغيرات في السوق التجاري.
** قمتم بزيارة لجمارك المملكة الأردنية الهاشمية قبل الحضور إلى مصر، هل كانت الزيارة لذات الغرض أم لأهداف أخرى، وكيف ترون الفارق بين المصريين والأردنيين في العمل الجمركي؟
* لا شك إن زيارة جمارك مملكة البحرين لجمارك المملكة الأردنية الهاشمية كانت للاطلاع على الجانب الأمني في العمليات الجمركية والتركيز عليه وخاصة فيما يتعلق بالتهريب عبر الحدود والمطارات والذي في مجمله هو عبور الممنوعات والأساليب المتبعة من قبل الجمارك الأردنية في الكشف والتحري عن أنشطة وخطط المهربين، وعلى العموم كان الأمر يتعلق بالتجارب والحلول الأمنية بعيداً عن انسياب السلع والبضائع العادية، أما في جمهورية مصر العربية فكان التركيز على الجانب المدني من حركة انتقال السلع والبضائع من الموانئ عند الجمارك المصرية إلى السوق المحلي، والاطلاع عن كثب على الإجراءات الإدارية والجمركية المتبعة في الجمارك المصرية من حيث الدورة المستندية للبيان الجمركي إلى جانب التصريح للبضائع بالخروج إلى السوق المحلي.
** ما هي التغييرات التي سوف تبادرون بها في سعيكم لتطوير العمل الجمركي فور عودتكم بناءً على نتائج الزيارة لمصر؟
* لا شك أن الطريق طويل ومستمر في عمليات تطوير العمل الجمركي لمملكة البحرين حيث أنه من المهم جداً أن نبني جسوراً في العلاقات التعاونية بين جمارك مملكة البحرين والمجتمع التجاري بكافة شرائحه كمصدرين ومستوردين ومخلصين وكافة القطاعات الأخرى كالبنوك وشركات الشحن، وأننا نطمح في بناء ثقة متبادلة بين جميع الأطراف لكي يتم البناء عليها لما سوف يحققه من سرعة التخليص الجمركي وتوافر المعلومات المطلوبة من كلا الجانبين، ولا شك إننا نعول وبشكل كبير على بناء القدرات البشرية والحوسبة الالكترونية والحصول على الخبرات العالمية في جميع مجالات العمل الجمركي.
** كلمة أخيرة من سيادتكم في نهاية هذا اللقاء؟
* لا يسعني إلا أن اشكر الأخوة والزملاء في الجمارك المصرية على الحفاوة الكريمة التي أحاطوني بها خلال زيارتنا للشقيقة جمهورية مصر العربية والتي كانت وستكون عوناً لنا في تطوير العمل الجمركي وبناء قدرات منتسبي جمارك مملكة البحرين.
** مكان لا تنساه في مصر؟
* لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن تكون جمهورية مصر العربية في الذاكرة دائماً وأبداً ولا يفوتني إلا أن اذكر مدينة الإسكندرية بجمالها وطيبة أهلها وعذوبة جوها.
في ختام اللقاء نشكر سعادة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الجمارك البحرينية على هذا اللقاء.
التسميات
حوار مع مسئول