نظرا لزيادة حجم التجارة العالمية وازدحام المطارات بحركة الركاب (القادمون-المسافرون) وكذلك زيادة حجم البضائع والحاويات بالموانى البحرية وكذلك ازدحام الحدود البرية بالشاحنات والبرادات والسيارات والمشاة.
كان لابد من الانتقاء للركاب او الحاويات او البوالص او لشاحنة معينة او براد او وسيلة نقل اخرى بدلا من الانتقاء العشوائى.
ونظرا للتقدم التكنولوجى بالادارة العامة للاستخبارات بمكافحة التهرب الجمركى فقد تم استهداف ركاب بعينهم من جنسيات معينة قادمين على رحلات معينة فى اوقات معينة كما تم تحديد طرق الاخفاء والجنس (ذكر-انثى) وأعمار السن واسم شركة الطيران ورقم الرحلة وكذلك اعمار السن والوظائف المدونة بجوازات السفر كذلك تم تحديد البلاد التى يأتى منها الممنوعات واسفرت عملية تقييم المخاطر والانتقاء استخدام المهربون لدول الترانزيت وأشرنا الى ضرورة فحص جوازات المهربون وكذلك تذكرة الطائرة.
كذلك استطاعت الادارة العامة للاستخبارات من تتبع الحاويات برقمها او ارقام البوالص وموانى الشحن وموانى التفريغ كما استطاعت عن طريق فحص صور بوالص الشحن وشهادات المنشأ والفواتير والتحويل البنكى من احبباط محاولات التهرب الجمركى.
كما اشارت الادارة العامة للاستخبارات من ضرورة استخدام تقنيات الاستجواب وان تكون الاسئلة الموجهة مرتبة ومنطقية حتى يكون لها اثر فى تأكيد التفتيش الذاتى للراكب.
ففى يوم من الايام وصلت احدى الطائرات القادمة من بلد مصدر للممنوعات وكان ضمن ركابها احد الركاب الاجانب وهو يحمل فى يده حقيبة واحدة صغيرة الحجم هاندباج محاولا المرور من الخط الاخضر ومن مبادئ تقييم المخاطر والاستهداف مدىملائمة المظهر الخارجى للراكب ووظيفته وكذلك جسم الراكب وهل يوجد اى انتفاخات وهل تتلاءم الملابس مع فصول السنة.
فقد اتضح ان الراكب يعمل رجل اعمال من خلال جواز السفر ولكنه يرتدى جاكيت به اثار بقع وبنطلون جينز غير نظيف وشبشب (راكب فقير) وثمن تذكرة الطائرة وخط سيرة باهظ التكاليف وهى بداية الانتقاء وتم تفتيش حقيبته فلم يعثر على شئ مخالف فتم اصطحابه الى حجرة التفتيش الذاتى بعد العرض على المدير المندوب وهذه الحجرة لابد ان تكون بالمواصفات الاتية :-
- بالدور الارضى
- ليس بها نوافذ
- اضاءة شديدة
- ترابيزة لوضع الاشياء عليها
- كرسى غير مريح
وان يتم تفتيش كل حالة على حدة حتى لا تختلط الامور وان يتم تفتيش الانثى بواسطة عدد اثنين من السيدات اللاتى يعملن بالتفتيش الجمركى.
ولا بد من مراعاة شعور الراكب وعدم استفزازه وان يقوم هو بنفسه بخلع ملابسه الخارجية بعد التأكد من محتوياتها سواء اوراق او ممنوعات وان يتم التحفظ على هاتف المحمول لانه يحتوى على معلومات وارقام تستفيد منها الادارة العامة للمخدرات وان يقوم بالتفتيش مامور ذو خبرة لانها عملية التنفتيش بسرعة يعاونه اثنين من المفتشين لتدوين ما يستخرج من الجيوب ومراقبة حركة اكتاف الراكب حتى لايقوم بالاعتداء على القائم بالتنفتيش الذاتى.
وقد تم استخدام تقنيات الاستجواب بأسئلة مرتبة قبل خلع الملابس لتأكيد التفتيش وهى كالاتى:-
- ما اسمك وسنك وعملك ومحل اقامتك بالبلاد ووظيفتك؟
- فأجاب وظيفتى رجل أعمال.
- ماذا تعنى رجل أعمال فى بلادك؟
- يعمل فى دكان للعصائر (محل عصير).
- وهذا أول الأخطاء
- وما هو راتبك فى الشهر؟
- أجاب فى الأسبوع 5 دولار (خمسة دولارات).
- وهذا خطأ اخر لأن ثمن تذكرة الطائرة من بلده إلى القاهرة ثم الى بلد الممنوعات تتجاوز 4000 دولار.
- هل تعمل فى بلد الممنوعات؟
- أجاب أنا كنت أقوم بتجديد جواز سفرى.
- وهذا خطأ أخر ، كل هذه التكاليف لتجديد جواز السفر.
- ما هى مهنة والدك وعدد اخواتك؟
- قال يقوم بتصنيع الاحبال الخاصة بالمراكب ولى 12 أخ وأخت.
- وهى أسرة فقيرة لا تتحمل تكاليف ثمن تذكرة الطائرة.
- ثم تم سؤاله مرة أخرى ماذا كنت تعمل فى بلد مصدر الممنوعات؟
- أجاب كنت أزور اخى بالسجن اذن فهو كاذب
وبعد خلع ملابسه الداخلية كان هناك خيط يتدلى من مكان حساس فأخبرناه هل يوجد شئ فى امعائك حيث انه يتكلم باللغة الانجليزية فبدأ يقرأ القرأن الكريم.
وبعد الحصول على اذن النيابة لاصطحابه الى احدى المستشفيات لعمل غسيل معدة للراكب وتصويره اولا مع اصطحاب قوة من الشرطة. اتضح ان فى امعائه حوالى 6 عبوات لمسحوق بيج اللون يشتبه ان يكون لمخدر الهروين يزن حوالى 600-700 جرام
وقد اعترف امام رئيس نيابة المخدرات بالمستشفى انه يحمل فى امعائه هيروين هذا وقد تم ضبط ثلاث ركاب اخرين بنفس الحالة فى اسبوع وحكم على الجميع بالاعدام.
"حفظ الله مصرنا الحبيبة وشبابها ورجالها من كل سوء"
التسميات
رقابة جمركية