ورشة عمل (إستراتيجية مكافحة الفساد ) والتى تمت خلال الفترة من 15-16 يناير2013م بفندق سوفتيل الجزيرة والتى امتدت فعاليتها من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء بمشاركة بين الجانب المصرى والجانب الأمريكى بتمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية .
وحيث أن موضوع الورشة يكتسب أهمية قصوى وعليه فقد أعددت بحث عن الفساد فى مصر فى إطار ورشة العمل قمنا بنشر الجزء الأول : (مظاهر الفساد ) فى العدد السابق، وفى هذا العدد نتشرف بنشر الجزء الثانى : أستراتيجية مكافحة الفساد .
- نشهد بأنه قد تم توفير معظيم الإمكانيات المتاحة من أجل نجاح عمل هذه الورشة ولكن للأسف الشديد جاءت النتائج مخيبة للأمال حيث انتهت الورشة بتوصية أساسية مفادها ضرورة إنشاء إدارة لمكافحة الفساد، حتى أنه لم يتم الإتفاق على كيفية إنشائها وتشكيلها وموقعها ولم يحدد دورها وعلاقتها بباقى الأجهزة الرقابية الأخرى .... الخ وانتهت التوصية بترك تفاصيل إنشاء هذه الإدارة للأجهزة الإدارية المختصة .
- والحقيقة أن صدمة النتائج والتوصيات هى التى دفعتنى دفعا للقيام بهذا البحث فرغم قصر وإنتهاء مدة عمل الورشة فإن الأمانة تقتضى ضرورة إستمرار فاعليتها بين كافة السادة المشاركين من خلال الإتصال بالإدارة المنظمة .
- وأنه إذا كان من الجائز لى أن اشارك بجهد متواضع فى استمرار فاعليات عمل هذه الورشة فأننى أقدم لمن يهمه الأمر التوصيات الآتية :
أولا: ضرورة القضاء على المركزية المصرية من خلال إنشاء لجنة قومية من كبار العلماء والخبراء على مستوى مصر والعالم فى مجال الإدارة وذلك لإعادة النظر فى الهيكل الإدارى للدولة المصرية . لأنه لا يمكن القضاء على الفساد فى مصر إلا من خلال القضاء على فكرة المركزية المصرية بكافة صورها وأشكالها التى هى منبع الفساد وبيئته .
ثانيا: توفير البيئة الملائمة للعمل من خلال : -
- أنه من المؤكد أن معظم أماكن العمل الإدارية والتنفيذية فى مصر لا تصلح للإستعمال الأدمى وعليه يجب تخطيط وتصميم مواقع العمل بحيث تتناسب مع حضارة وشكل الدولة المصرية وذلك حفاظا على إحترام وهيبة الدولة محليا وعالميا .
- توفير مبدأ النزاهة : من خلال ضمان مرتب مجزى وحقيقى مع توفير ضمان صحى وإجتماعى للموظف وعائلته يتناسب مع أسعار السوق وفى إطار الحد الأدنى والأعلى للأجور مع نشر ثقافة النزاهة من خلال التعليم والإعلام والمفكرين ورجال الدين ... الخ
- توفير مبدأ الشفافية : وهى تعنى العمل تحت ضوء الشمس فى ظل حرية تداول الوثائق والعلومات ومن ثم فهى وسيلة لفضح الفساد والمفسدين
- وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب : ويتم ذلك وفقا لأسس ومعايير موضوعية وعلمية ومن ثم تكون القيادة قوية ونزيهة قادرة على الضرب على أيدى المفسدين , ولقد قيل بأنه لا يوجد موظف فاسد بل يوجد مديـر فاسد .
- تقليص دور القطاع العام قدر الإمكان وحصر وظائفه فى أضيق الحدود لكونه قطاع فاسد فوائده محدودة وخسائره مزمنة ويؤدى إلى ترهل الدولة.
ثالثا: وضع منظومة تشريعية وعقابية صارمة فى ضوء قوله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) . (الآية 33-سورة المائدة)
رابعا: تفعيل دور المساءلة الدستورية والقضائية والبرلمانية والشعبية والفصل بين كافة سلطات الدولة.
خامسا: يجب حصر كافة الأجهزة الرقابية فى مصر وإعادة هيكلتها والتنسيق فيما بينها جميعا من خلال نظام رقابة داخلية وأخرى خارجية مع ضمان إستقلالها وحيادتها وكفائتها وجديتها .
سادسا: تبسيط الإجراءات وميكنة المعاملات : لأن التعقيدات هى أساس البيروقراطية الإدارية التى تعد مصدرا رئيسيا للفساد والذى يظهر بدوره بسبب الإتصال المباشر بين البشر وعليه فإنه يجب ميكنة المعاملات قدر الإمكان لحيلولة الإتصال .
سابعا: ضرورة إشراك كافة مؤسسات الدولة فى مكافحة الفساد وذلك من خلال نشر الوعى بمخاطر الفساد ونشر ثقافة النزاهة والشفافية عن طريق :
- تدريس مادة للفساد فى كافة مراحل التعليم المختلفة.
- قيام الجامعات والأحزاب والأندية ومؤسسات المجتمع المدنى كافة بعقد المحاضرات والمؤتمرات والندوات للتوعية بمخاطر الفساد .
- وضع إعلانات إرشادية ولوحات الشرف داخل كافة المصالح والمؤسسات الحكومية والغير حكومية للتذكير بخطورة الفساد ولتكريم الشرفاء والمتميزين .
- الإشتراك فى كافة الإتفاقات وورش العمل الدولية فى مجال مكافحة الفساد للإستفادة من الخبرات الدولية.
- تفعيل دور الإعلام فى فضح عمليات الفساد ونشر الشفافية وتقييم عمل المؤسسات .
ثامنا: ضرورة إيجاد آليات للإخبار عن جرائم الفساد وتشجيع المخبرين ومكافئتهم وحمايتهم .
تاسعا: غالبا النظم الديمقراطية ضد الفساد حيث حرية تكوين الأحزاب ونزاهة الإنتخابات وتداول السلطة , ودائما توجد معارضة قوية قادرة على فضح الفساد مهما كانت قوته .
خلاصة البحث عاليه
- الفساد فى مصر أساسه الخوف الذى غرسه كافة حكام مصر بلا إستثناء فى نفوس المصريين .
- من أهم أسباب الفساد هو إطالة أمد السلطة والتى تؤدى بدورها إلى الجنون .
- ثورة 25 يناير سنة 2011 قامت ضد الفساد وعليه فإنها قد اقتلعت الخوف وبقى ركام الفساد الهائل فى كل مكان ومن ثم فإن إزاحته تحتاج الى إرادة شعبية وسياسية مهما كانت التكلفة .
- قال تعالى : {إن الله لا يصلح عمل المفسدين } "لآية 81 - سورة يونس" " صدق الله العظيم "
التسميات
مقالات