الجمارك درع واق - عبد الناصر عز الدين

الجمارك التى تعمل في بيئة تحيطها المخاطر من كل جانب ،، بيئة مليئة بالتحديات المتصاعدة يوما بعد يوم.. مخاطر التهريب الذى تعددت صوره وانماطه.. وتطورت اساليبه ووسائله .. من فئات وشبكات منظمة تسعى بقوة الى تحقيق مصالحها ..الجمارك المسؤولة عن انفاذ وتطبيق قانونها الخاص الى جانب كافة القوانين واللوائح المرتبطه به..
الجمارك التى تسعى فى مهامها الى ايجاد نوع من التوازن بين الرقابة الجمركية المكلفة بها لحماية أمن البلاد واقتصادها، وتسهيل التجارة الخارجية التى أصبحت متطلب دولى يسعى إليه كل أطراف المجتمع الدولى،
الجمارك تعرفها وقت الشدائد .. ففى أحلك الظروف وعقب الثورات والانفلات الأمني وقفت برجالها شامخة على الحدود لمراقبة عمليات العبور للأشخاص والسلع الضرورية لأبناء هذا الوطن مواجهة كل خطر..
الجمارك برجالها الذين يتعاملون مع شركات وأفراد متباينة من المسافرين وأصحاب الشأن والمتعاملين وسلع وبضائع متنوعة.. وأنظمة جمركية مختلفة.. ويحملون تلا من القوانين واللوائح والمنشورات المنظمة للعمل والمتعاقبة يوما بعد يوم ..
الجمارك التى تواجه تحديا بين الأسعار المنخفضة المقدمة بغرض التهرب من الضرائب والرسوم، والأسعار المرتفعة المقدمة بهدف غسل الأموال،وبين الأمرين معاناة بالغة الأثر.
الجمارك التى تسعى الى تقديم الخدمة الجمركية في أذهى صورها من أجل ترك انطباع جيد للمتعاملين وجذب السياحة.. تسعى الى تحقيق العدالة الضريبية بين جموع المتعاملين.. تسعى الى تنمية مواردها البشرية ونقل الخبرات فتواصلت الأجيال.. تسعى الى المبادرة والتطوير من اجل استيعاب المتغيرات وتشجيع الصادرات\تسعى من خلال التعاون مع السلطات والجهات الأمنية المجاورة والمجتمع التجارى ذاته ونشر الوعى لترسيخ أخلاقيات العمل ورفع درجة النزاهة وتعزيز درجة الإلتزام والإنفاذ للتشريعات.
تسعى للحفاظ على الأخلاقيات والأمن والنظام العام وصحة المواطنين، والتراث الوطنى وسلامة البيئة وضمان تطبيق كافة القوانين والتشريعات المرتبطة بعمليات الاستيراد والتصدير والعبور للبضائع أو الأشخاص ، ولذلك يقع علي رجالها عبء الإلمام بكافة تلك التشريعات.
أمور في مجملها تؤدى إلى صعوبة مهمة رجل الجمارك الذى يسعى الى تطبيق التوازن بين الرقابة والتيسير، فالإسراف في إحداها يؤثر بلا شك بالسلب على الأخرى...ولكن بعزمه واصراره استطاع التغلب عليها.. غير عابء بالمناخ الذى يعمل به.. والتهديدات المتزايدة التي تلاحقه...
رجل يتسم بالوعى والإدراك واليقظة.. يجيد البحث والإستهداف بتفكيره المنطقى وبحسه الأمني والجمركى، فاحبط الكثير من المخططات التي رسم لها المهربون واصبح درعا واقيا يحمى الوطن من تلك المخاطر.
ان كنا حقا نريد معرفة قدر جماركنا .. فلنبحث سويا عن أثر التهريب على اقتصاد الدولة .. على السلامة والصحة العامة.. على جرائم الارهاب التى يمولها المهربون وغاسلوا الأموال.. فلنبحث عن مخاطر تهريب الأدوية المقلدة وما تسببه من فقدان الثقة في الطبيب المعالج وتضارب الأسعار في سوق مبيعاتها.
فلنبحث سويا عن احداث الخلل في البنيان المجتمعى، نتيجة المكاسب الخيالية التي يحصدها المهربون وما له من ترتيب طبقي في المجتمع لغير صالح الشرفاء
جماركنا تحتاج الى الاهتمام بها من كافة الجهات المسئولة وتوفير المناخ الملائم لرجالها الذى يبذلون قصارى جهدهم فى ظل صراع دائم سيبقى مستمرا بين الجمارك وبين معتادى التهريب الذين يزداد خطرهم يوما بعد يوم، مما يتطلب العناية بالجمارك لتظل درعا واقيا لهذا الوطن..
خالص تحياتى
عبد الناصر عز الدين

إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال