يعمل رجال الجمارك في الخطوط الأمامية لتسهيل ومراقبة التجارة الدولية وحماية الامن الوطنى،وفي الوقت الذي تدرك الحكومات والمنظمات المنافع القصوى من هذه التجارة ، فإنها تقوم بوضع السياسات والإجراءات للحد من المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تسببها هذه التجارة ، مثل الاتجار غير المشروع أو الأنشطة الإجرامية.
ومن هذه المواد والأنواع التي يتم التعامل معها في التجارة الدولية هي المواد والسلع التي يطلق عليها "بالحساسة بيئيا" حيث أن بعضا منها ضار بصحة الإنسان والنظم البيئية وذلك بسبب خواصها الخطرة المتأصلة فيها أو بسبب سوء استخدامها المحتمل، والبعض منها يسبب خللاً بالتنوع البيولوجى والنظام الحيوي الذى يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع من النباتات والحيوانات ، وتتضمن المواد والسلع الحساسة بيئيا مواد كيميائية محظورة أو ممنوعة أو نفايات خطرة وسامة أو كائنات حية نادرة أو مهددة بالانقراض أو معدلة وراثياً.
وتتحكم الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف وبعض الاتفاقيات الأخرى في معظم هذه العناصر ويعد التحكم والمراقبة الدقيقة لحركة هذه المواد والسلع عبر الحدود عنصر أساسي لحماية البيئة و الأمن الوطني.
مبادرة الجمارك الخضراء:
أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة مبادرة «الجمارك الخضراء» في عام2003 بالتعاون مع عدد من الشركاء منها منظمة الجمارك العالمية ،والإنتربول، ومكتب مكافحة الجريمة والمخدرات في الأمم المتحدة وتم بناؤها على عدد من الاتفاقات الدولية التي تنظم الإجراءات السلمية لنقل النفايات الخطرة والمواد المشعة والكيميائية والنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض ومن أبرز الاتفاقات التي يلتزم بها البرنامج اتفاقية استوكهولم حول الملوثات العضوية الثابتة واتفاقية بروتوكول كرتاجينا حول السلامة العضوية ،واتفاقية بروتوكول مونتريال حول المواد المستنذفة لطبقة الأوزون ومعاهدة الأسلحة الكيميائية.
مبادرة الجمارك الخضراء هي شراكة غير مسبوقة من المنظمات الدولية المتعاونة لمنع الاتجار غير المشروع في السلع الحساسة بيئيا وتيسير التجارة المشروعة وهدفها هو تعزيز قدرة الجمارك وغيرهم من موظفي إنفاذ القانون لرصد وتيسير التجارة المشروعة وكشف ومنع الاتجار غير المشروع في السلع الحساسة بيئيا عن طريق الانضمام للاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف ومراعاة توصياتها فى التشريعات الوطنية .ويتحقق ذلك من خلال تعزيز بناء قدرات رجال الجمارك من خلال التدريب وتقديم الدعم الفنى لهم وزيادة التوعية بالوسائل المختلفة
فمبادرة الجمارك الخضراء تتلخص أهدافها في المحاور التالية:
- زيادة الوعي لدى إدارات الجمارك بأهمية ومكونات الجمارك الخضراء.
- إنشاء مجموعة من المدربين على الجمارك الخضراء في كل إدارة لكي يقدّموا التدريب على المستوى الوطني.
- التنسيق فيما بين الادارات الجمركية وشركائها في مجال البيئة والجمارك والغرف التجارية والقطاع الخاص.
- تعزيز التعاون الإقليمي والثنائي بين الدولة والمنظمات والمؤسسات والإدارات الجمركية الدولية.
- توفير الدعم للإدارات الجمركية المحلية والمؤسسات والجهات ذات العلاقة في الداخل.
- زيادة وعي الجمهور بالجمارك الخضراء عبر وسائل الإعلام.
أهمية الجمارك الخضراء لموظفي الجمارك:
- زيادة المعرفة حول القضايا البيئية، لا سيما تلك المتعلقة بالاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف
- تعزيز المهارات اللازمة لإنفاذ الالتزامات البيئية الوطنية
- التعرف على دور موظفي الجمارك في مجال حماية البيئة
- الاتفاقيات البيئية متعددة الاطراف وشركاء مبادرة الجمارك الخضراء
- إتفاقية بازل حول الرقابة على نقل النفايات الخطرة عبر الحدود وكيفية التخلص منها.
- إتفاقية روتردام حول اجراء اخطار الموافقة المسبقة بشأن بعض المواد الكيميائية ومبيدات الافات الخطرة فى التجارة الدولية .
- إتفاقية ستوكهولم حول الملوثات العضوية الثابتة.
- بروتوكول مونتريال حول المواد المستنفذة لطبقة الاوزون.
- إتفاقية حول التجارة الدولية فى الانواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES).
- بروتوكول قرطاجة حول السلامة الحيوية الخاص باتفاقية التنوع البيولوجى .
- اتفاقية حول حظر تطوير وانتاج وتخزين واستخدام الاسلحة الكيمائية وكذلك التخلص منها.
سنلقى الضوء على هذة الاتفاقيات فى المقالات القادمة إن شاء اللة لكونها ذات صلة بالعمل الجمركى.
واللة ولى التوفيق
التسميات
معارف جمركية