التقادم التكنولوجى - د. سامى رمضان


منذ القدم سعي الانسان الى تحقيق حاجياته ومع مرور الزمن توصل الى درجة عالية من التقدم الصناعي بفضل التطور العلمي والتكنولوجي مما نجم عنه انتاج آلاف الأطنان من الغازات السامة والنفايات الضارة لما تحمله من إشعاع او روائح كريهة او مواد صلبة من معادن وبلاستيك وقد إنعكست على البيئة عامة وأصبحت تهدد الانسان الذي ابتكر آلة دماره.
وتشتق كلمة تكنولوجيا من اللغة اللاتينية ،حيث تتكون من مقطعين "تكنو" وتعنى الفن أو الحرفة و" لوجيا " وتعنى الدراسة أو العلم ومن هنا جاء مصطلح تكنولوجيا ويعنى التطبيقات العلمية للعلم والمعرفة فى جميع المجالات.
يحدث التقادم التكنولوجي عندما يحل مُنتج جديد محل القديم، ويصبح من المفضل استخدام التقنية الجديدة بدلاً من القديمة، من الأمثلة التاريخية على ذلك إحلال الوسائط المتعددة عالية الجودة مثل دي في دي محل شريط الفيديو المسجل، والهاتف الناقل للصوت محل ترميز إشارات التلغراف الإلكترونية.
على نطاقٍ أضيق، فإن هناك منتجات معينة تقادمت؛ بسسبب إحلال إصدار أحدث من نفس المنتج، كما حدث مع العديد من المنتجات في صناعة الحواسيب مثل وحدات المعالجة المركزية في كثير من الأحيان تصبح قديمة؛ بسبب إنتاج وحدات معالجة مركزية أحدث وأسرع ونلاحظ ذلك أيضا التقادم السريع فى الهواتف الجوالة كل يوم تظهر أنواع جديدة متطورة وتختفى أخرى كانت كذلك عند ظهورها.
 لكن على الرغم من المحاسن الكثيرة للتكنولوجيا إلا أن الأمر لا يخلو من المشكلات. وبعض الآثار الجانبية السيئة نتيجة للتقادم التكنولوجي قد تكون حادة وخطيرة. ومما ساعد على ظهور هذه المشكلات وتفاقم آثارها أن تطبيقات التكنولوجيا واستخدامها قد تم دون إعتبار للآثار الضارة الناتجة عن التطور السريع لها وما ينتج عنها من تخلف نفايات خطيرة وضارة بصحة الانسان والبيئة لصعوبة التخلص الأمن منها.
ومن تلك المخاطرالجبال اللا متناهية والقابلة للزيادة من النفايات الالكترونية بكل أشكالها ومكوناتها والتي تحتوى على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبريليوم، والكثير من هذة المخلفات السامة قد تتسرب للإنسان وللتربة وللنباتات والمياه و الهواء نتيجة تخزينها بطرق غير علمية أو ردمها .فطبقا لدراسة استرالية عن النفايات الإلكترونية وجد أنها تشكل الجزء الأكبر في تلوث المياه الجوفية في كاليفورنيا واليابان . مما جعلها تتخذ إجراءات سريعة بوضع قوانين للحد من كمية النفايات الإلكترونية. وتبرز دراسة للأمم المتحدة ألأخطار البيئية الناجمة عن أجهزة الحاسب الآلي بأن ثلاثة عشر بلداً معظمها في أوروبا أصدرت قوانين وتشريعات لتدوير أجهزة الحاسب القديمة .
لذا أصبحت النفايات الالكترونية تمثل في الوقت الحاضر مشكلة تؤرق العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية التي تحدثها نتيجة لتراكمها وتقادمها وصعوبة التخلص منها أو إعادة تدوير بعض موادها وهو ما مثل تحدي أمام الدول المتقدمة وان كانت الدول النامية أشد ضررا وبالأخص في حالة تصدير الأجهزة المستخدمة إليها أو تصدير الأجهزة الالكترونية الأقل جودة والأرخص سعرا والأقل مواصفات أو البالية (المستخدمة) سواء كان بدافع التجارة أو المساعدة هو ما يؤثر في كلا الحالتين على تلك الدول من ناحية الاستنزاف المستمر لإقتصادياتها وتدمير البيئة بجبال نفاياتها أو بسبب عجز تلك الدول عن تجميعها واستحالة قدرتها على تدويرها .
وقد نص قانون الاستيراد والتصدير المصرى ولائحتة التنفيذية فى الجدول (2) الخاص بالسلع المستعملة المسموح بأستيرادها بأنة يشترط بالنسبة للكمبيوتر و أجهزته المساعدة إلا يمضي على تاريخ إنتاجها أكثر من خمس سنوات . ويشترط موافقة الجهة المختصة بوزارة الصحة للأجهزة و الآلات والمعدات المستخدمة للأغراض الطبية بما في ذلك أسرة  المرضى . ويشترط كذلك إلا يستخدم فى تصنيعها المواد المستنفذة لطبقة الأوزون .
الا أنة وفي غمرة التطور التكنولوجي و التسارع الهائل في إبداعات العقل البشري الذي لا يتوقف ، وفى ظل السباق المحموم بين الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الالكترونية لجذب اكبر عدد من المستهلكين لمنتجاتها المتجددة والمتميزة وإغرائهم بالشراء والتجديد في آن واحد نتج عن ذلك جبال من النفايات الالكترونية التى تمثلا خطرا على صحة الانسان والبيئة .
وفى ظل توافر أجهزة الكمبيوتر وبأسعار فى متناول الجميع ، أنتفت معة الحكمة من من أستيراد أجهزة الكمبيوتر مستعملة وفقا للجدول (2) من اللائحة الاستيرادية وبات من الضرورى نقلها للجدول رقم (3) السلع التى تستورد جديدة وبالتالي يحظر إستيرادها مستعملة ويشترط لإستيرادها أن تكون جديدة مما يحد من تولد النفايات الالكترونية للمحافظة على صحة الانسان والبيئة من مخاطر هذة النفايات.
والله ولى التوفيق
*****

إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال