المذاهب الإقتصادية المعاصرة - جلال القصاص

أصبح تلوث البيئة قضية تشغل كل دول العالم وباتت الدنيا تبحث عن حل لهذه المشكلة الخطيرة التى تهدد أمن وسلامة الإنسان، وأصبح الجميع أفرادا وحكومات يتساءلون، كيف يتسنى لنا الحفاظ على البيئة فى ظل التقدم التكنولوجى والتقنى الذى يذهل العالم كل يوم بما هو جديد؟.و كيف نواجه المخلفات الضارة التى تزداد ملايين المرات كل يوم نتيجة التقدم العلمى المستمر فى التصنيع خاصة الصناعات الإلكترونية، وهل أصبح الحفاظ علي البيئة حلم صعب المنال فى هذا العصر الإلكترونى الذى يطلقون عليه عصر حرف e ! . و حيث ازداد وعى الإنسان بأخطار التلوث وازدادت قناعته بالأضرار التى يتعرض لها نتيجة تلوث البيئة، بدأ الكل يتساءل ماذا علينا أن نفعل فى مواجهة هذا الخطر، وما الدور الذى يستطيع كل منا القيام به للحفاظ على البيئة وحماية مواردها وتوفير إحتياجات الأجيال القادمة.
المكان: أوربا -- خاصة إنجلترا الزمان : النصف الأول من القرن 19 الوسط التاريخى والاجتماعى :
صراع مرير بين الكنيسة فى أوربا منذ العصور الوسطى بدأ منذ سيطرة الكنيسة على الملوك والاقطاعيين وجمعها بين السلطين الدينية والزمنية بمنحها صكوك الغفران ... والوقوف مع الإقطاع فى صراعهم مع السلطة المركزية للملوك ثم عداؤها الشديد للعلماء من أمثال كوبرنيكوس وجاليليو ... وتحريق العلماء بتهمة الهرطقة ، واتضح للناس أن الأرض كروية وأنها تدور حول الشمس ، وليست مركز الكون كما إدعت الكنيسة ... فكان للناس فى خضم الفلسفات التى ظهرت تمجد الحرية الفردية وحرية الفكر، ونظريات التطور وأن الطبيعة هى التى توجد التطور... فبدأ الخيار بين الكنيسة وموروثاتها القديمة والعلم ومستحدثاته الملموسة... وكان لابد من تنحية أحدهما للآخر.

تسلسل الأحداث : ظهور الفلسفة الشيوعية والفكر الشيوعى 

انطلقت الفلسفة الشيوعية من المذهب المادى ، هذا المذهب ظهر إبان الثورة الفرنسية فى 17 يوليو 1789 حيث ظهرت فلسفات تدعى ان الكون مادة ( نفس هذه الفلسفة ظهرت من قبل فى الدولة الرومانية حيث تجسيد الآلهة وظهرت كذلك فى بنى اسرائيل قبيل مجئ عيسى عليه السلام - حيث كانوا لايؤمنون الا بماهو مادى و أنكروا بذلك البعث بالجسد - فأرسل الله لهم نبيا روحانيا هو عيسى-وكذلك بعد عيسى بحوالى ثلاثة قرون انكرالقوم البعث بالجسد فأخرج الله لهم أهل الكهف أحياء بعد 300 سنة من النوم ... فجاءتهم تلك المعجزة الكبرى . 
المهم أن أحد الفلاسفة فى القرن 19 ويدعى - فريدريك أنجلز- والذى جاء بالنظرية المادية حيث يقول ( تبدأ النظرية المادية من المبدأ الآتى ؛ وهو ان الانتاج وما يصحبه من تبادل المنتجات هو الأساس الذى يقوم عليه كل نظام اجتماعى ... فالأسباب النهائية لكافة التغيرات أو التحولات الأساسية لايجوز البحث عنها فى عقول الناس أو فى سعيهم للحق والعدل الأزليين ، وإنما فى التغيرات التى تطرأ على أسلوب الانتاج والتبادل)
حيث أن هناك بناء علوى (معتقدات وأفكار المجتمع) وبناء سفلى (التغيرات فى نظم الانتاج والتبادل) ... وأن التغير فى البناء العلوى يأتى من التغير فى البناء السفلى .
هذا وقد كان إنجلز صديقا لفيلسوف إقتصادى مادى آخرهو (كارل ماركس) - والذى كان يحاول جاهدا تقديم نظرية اقتصادية تعتمد على نظرية إنجلز المادية هذا وبينما كان ماركس وإنجلز يتبادلان الرسائل بخصوص المذهب المادى - فقد ظهر فى هذا الأوان أحد علماء الأحياء المشهورين ويدعى ( تشارلز دارون) والذى أصدر كتابا سنة 1859م أسماه ( أصل الأنواع ) ، حيث جاء دارون بنظرية شهيرة تسمى نظرية التطور - وملخصها أن الكائنات - ومنها الانسان - تطورت عبر ملايين السنين من كائنات بسيطة وحيدة الخلية الى كائنات أكثر تعقيدا - وأن هذا التطورإنما جاء عبر الصراع العنيف بحيث إضطرت هذه الكائنات الى التأقلم حبا فى البقاء - وذلك وفقا لمبدأ البقاء للأصلح أوالأقوى -
وطالما أن الانسان متطور - اذن فهو ليس مخلوقا خلقا خاصا يؤهله للتكليف من اله خالق لا وجود له، وبالتالى فليس هناك دين ولا منهج حياة وليس هناك من قيامة ولاحساب ولاعقاب ...
 ومن ثم فكل ما نشأ عن الاعتقاد بوجود اله خالق فهو باطل، فلا أسرة ، ولاحاجة للعفة والطهارة ،لأنه ليس هناك حساب ولا عقاب... فأنت أيها الإنسان عبارة عن مادة متطورة وتعيش بالإنتخاب الطبيعى . 
هذا وقد زاد الطين بلة ، ظهورعالم آخرمن علماء علم النفس وهو ( سيجموند فرويد ) والذى فسر السلوك البشرى بالجنس ، وأن الطفل يرضع بلذة جنسية ويرتبط بأمة بشعور جنسى ، وحين يكبت شعوره الجنسى نحو أمه فى اللاشعور يتقمص شخصية الأب ويكبت شعوره فتتكون لديه عقدة الشعور بالذنب والتى تسمى بعقدة أوديب مما ينعكس على سلوكة ونفسيته بطريقة سلبية ... وهذا لاينطبق على الفرد فقط، بل على المجتمع ككل ، حيث يغدوالسلوك الجنسى هو محرك المجتمع ... فالمجتمع فى حروبه إنما ينطلق من الكبت الجنسى، وفى سلمه ينطلق من الحرية الجنسية ، وفى تعاملاته مع غيره من المجتمعات إنما ينطلق من هذه العقدة ... ويقول فرويد أيضا بأن أساس العبادة هو تآمر الأولاد على قتل أبيهم ليستأثروا دونه بأمهم ... ( ويضرب لذلك مثلا هو ما تفعله الثيران حيث تشتبك فى عراك عنيف من أجل الإستئثارجنسيا بالبقرة الأم ) فلما قتلوا أباهم ندموا وقرروا بأن يكفروا عن خطيئتهم هذه بتقديس الأب فنشأت العبادة ، وتنوعت فيما بعد من عبادة الأب الى عبادة الطوطم ... ويقول فرويد بأن كل الديانات التى جاءت فيما بعد إنما جاءت للتكفير عن هذه الجريمة ...اذن الموضوع كله من اختراع الإنسان...
وبالتالى لا يوجد إله فى الحقيقة، ومن ثم فلا يوجد دين ... ولا حاجة للأسرة لأنها تقوم غلى أساس الدين، كما أن هناك تعارض بين أى تنظيم اجتماعى ( ومنه الدين ) والطاقة الجنسية الحرة التى تضغط على الإنسان ...
إلتقط أنجلز وماركس هذه النظريات ( لاحظ ان ماركس ودارون وفرويد ثلاثتهم يهود - هل هذه صدفة ؟ ) وطبقوها على الاقتصاد والمجتمع - فظهرت للوجود نظرية ماركس الشيوعية فى الاقتصاد ( التى عرفت بالتفسير المادى للتاريخ ) - وهذه النظرية - كما أسلفنا - تقوم على المادية الجدلية ( الدياليكتيك ) ومؤداها أن التطور فى المجتمعات البشرية ناتج عن الصراع التطورى للأجناس والمخلوقات ( كما هو الحال فى نظرية دارون ... التى أسميها "جلال " بالتفسير التطورى للتاريخ -) أو الصراع بين الأبناء والأب للسيطرة على الأم ... ومن ثم الصراع بين الجنس (فى صورته الحيوانية ) والبناء العلوى للانسان (فى صورته الروحانية) ...( كما هو الحال فى نظرية فرويد التى أسميها " جلال " : بالتفسير الجنسى للتاريخ ) ... وأن هذا الصراع ينشأ بين طبقتين إحداهما مسيطرة (الطبقة الرأسمالية البورجوازية ) والأخرى خاضعة ( الطبقة العمالية والفلاحية ) - ويحدث هذا الصراع بالتدريج حتى يبلغ ذروته بإنتهاء وهزيمة الطبقة الرأسمالية المسيطرة  -

الفكر الاقتصادى الاشتراكى : 

وبتطبيق ذلك على الاقتصاد - فإن كارل ماركس قال بأن أساس القيمة هو العمل ( والعمل راجع لطبقة العمال والفلاحين ) وأن قيمة رأس المال ( الآلات مثلا ) ماهى الا عمل مختزن تم فى السابق --- وأن الرأسمالى المستغل يحصل -علاوة على هامش الربح - على مايسمى بفائض القيمة وهو فائض قيمة جهد العامل الذى لم يحصل على هذا الفائض وإنما حصل عليه الرأسمالى المستغل لأنه يستغل فائض عرض العمال الذين لايجدون عملا ويقبلون فى النهاية بأجر الكفاف فهذا الرأسمالى المستغل يشغلهم لعدد ساعات أكبر أوبأجر أقل ( حيث : ب ÷ و  < ب ÷ و + ث  بمعنى أن : الايراد أو العائد منسوبا الى أجرالعمل أكبر منه منسوبا الى الأجر + ربح رأس المال ) --- وعلى ذلك يبقى هؤلاء الرأسماليون يركمون رأس المال الناتج عن فائض القيمة ( الذى أنتجه العمال ) ويتم التطورالانتاجى وتستمر المخترعات فى التجدد ومن ثم يتم تكثيف الانتاج القائم على رأس المال ( الآلات الحديثة ) على حساب الانتاج القائم على العمل - وبذلك يتم تدريجيا الاستغناء عن العمال وإحلال رأس المال ... فتزداد البطالة - ومن ثم الجوع والفقر ومن ثم ينشأ الصراع بين البروليتاريا (الطبقة العمالية من عمال وفلاحين ) والطبقة البورجوازية ( الطبقة الرأسمالية من أصحاب المصانع والأراضى زراعية). 
ومع استمرار الاستغناء عن العمال وتزايد البطالة - تنخفض الدخول - وينخفض الطلب على السلع - وتنخفض الأرباح - وتبدأ الرأسمالية تفقد سيطرتها القوية ... ويصل الصراع الى ذروته بالثورة على البورجوازيين وإنهاء سيطرتهم على وسائل الانتاج - وتصعد طبقة البروليتاريا الى الحكم وتتملك وسائل الانتاج ويكون التوزيع فى المجتمع لكل حسب عمله ولكل حسب حاجته ... الدولة تتملك كل شئ - والعمال ما إلا تروس فى آلة الانتاج - يعملون ويأكلون ويشربون وينامون ويتسافدون كما تتسافد البهائم - والأولاد سوف تكفلهم الدولة - حيث نظام الأسرة غير قائم لأنه ضد حركة التطور والصراع ... والدين أفيون يخدر الشعوب تكرس له الطبقة الرأسمالية المستغلة والتى تجعله مبررا للرضاء بالوضع القائم (لاحظ أن المذهب الاقتصادى للكنيسة والذى أسسه القديس ( توماس الاكوينى ) والذى يسمى بالمذهب المدرسى ( الفكرالاقتصادى اللاهوتى فى القرون الوسطى ) يقول بأن السماء تضع كل فرد فى مكانه فلا ينبغى أن يرفضه أو يتمرد عليه - ومن ثم يعتبر ماركس أن الدين بذلك يعد مبررا لعدم قيام الصراع الطبقى ومن ثم الثورة على الأوضاع القائمة لأنه يعطى للفقراء أملا فى أن يعوضوا فى الآخرة ما فقدوه فى الدنيا.
هذا قدر موجز للأساس الذى قامت عليه النظرية الشيوعية الماركسية ...
وفى مرحلة لاحقة إستطاع الشيوعيون أن يجربوا ثورتهم فى باريس إثر إنهيار الحكومة الفرنسية بعد هزيمة فرنسا أمام بروسيا ( ألمانيا حاليا ) سنة 1871 م - وذلك حين قاموا بالسيطرة على الحكم بالارهاب وقتلوا واعدموا مئات الآلاف من الناس بالرصاص فى الشوارع ، ولم تنتهى دولتهم هذه الا بقضاء الجيش الفرنسى عليهم فى معارك طاحنة .
ولم ييأس الشيوعيون من محاولات تطبيق نظريتهم بالقوة ... فقد عادوا وأعدوا لثورة أخرى للبروليتاريا فى روسيا سنة 1917 فيما سمى بالثورة البلشفية ... 

الثورة البلشفية فى روسيا 1917 

بدأت ثورة الشيوعيين وعلى رأسهم المنظر والقائد الشيوعى ( فلاديمير لينين ) ورفيقه اليهودى قائد الجيش ( تروتسكى ) بتشكيل فرق إرهابية وشن حرب عصابات وقيادة مظاهرات للعمال ( مستغلين الوضع الاقتصادى المتردى لروسيا بعد خروجها مهزومة من الحرب العالمية الأولى) - ومن ثم قاموا بمحاصرة القصر الإمبراطورى و إبادة أسرة القيصر نيقولا الثانى وزوجته الكساندرا وأطفاله أجمعين بالرصاص دون رحمة أو شفقة . أشعل لينين وتروتسكى الحرب الأهلية الروسية التى قتل فيها الملايين بالرصاص -- بالارهاب---- لمجرد اثارة الرعب فى قلوب كل من يفكر أن يقف فى وجه الثورة --  فإرتاع الناس وتقوقعوا على أنفسهم .
آثار الثورة الشيوعية :
كان من أهم آثار الثورة الشيوعية :
  1. السيطرة على الحكم من خلال لجنة مركزية للحزب الشيوعى ( 90 % يهود )
  2. السيطرة على جميع الأراضى والأملاك والمصانع وتأميمها لحساب الدولة
  3. السيطرة على أملاك الكنيسة - السيطرة على جميع البنوك ومافيها من حسابات
  4. السيطرة على بعض الدول الأوربية المجاورة وتصدير الثورة لها بالقوة المسلحة (بولندا- المجر - تشيكوسلوفاكيا )
  5. السيطرة على الدول الاسلامية السبع فى آسيا ( كازخستان - أذربيجان - أوزباكستان - طاجيكستان - قرغيزيا - الشيشان -  تركمانستان) . 

الملامح الأساسية للإقتصاد الاشتراكى 

أولا : ملكية الدولة لوسائل الانتاج :
حيث تلغى الملكية الخاصة وتؤول جميع الملكيات - بالتأميم - الى الدولة لتديرها لصالح المجتمع ولايسمح لأى أحد بتشغيل العمال سوى الدولة ... ولايوجد قطاع خاص الا فيما لا يستخدم فيه العمل الأجير .
ثانيا : لاوجود للربح كما هو معروف فى النظام الرأسمالى :
فالربح مجرد مؤشر لقياس مدى كفاءة المشروع ... والربح يدخل خزينة الدولة
ثالثا : لاوجود لجهاز الثمن :( سواء ثمن السلع أو الأجور)
فالثمن ليس محددا لاستخدام وتوزيع الموارد على الأنشطة المختلفة ... فالثمن - إن وجد - تحدده الدولة وفق رؤيتها فى التوزيع أو توجيه الموارد... والأجر تحدده الدولة ... وسعر الصرف تحدده الدولة -- وسعر الفائدة إن وجد تحدده الدولة --
رابعا : العرض هو الموجه لتخصيص الموارد وليس الطلب :
حيث تنتج السلع أولا وفق ماهو مخطط ثم يحدد ثمنها وتنزل الى السوق .
خامسا : لا سيادة للمستهلك وإنما حرية المستهلك:
حيث المستهلك حر فى انفاق دخله على السلع والخدمات الموجودة مسبقا فى الاقتصاد -- لكن إنفاقه لايحدد المطلوب انتاجه داخل المجتمع. 
سادسا : التوزيع يتم على أساس العمل:
فلكل حسب عمله ولكل حسب حاجته ... العامل يحصل على الأجر الذى تحدده الدولة ... وينفقه على شراء السلع الاستهلاكية التى تنتجها الدولة... و ليس له حق استثمار فائض أمواله أوالربح منها إلا من خلال الدولة . 
سابعا : الخطة العامة هى المحدد لتوجيه الموارد وللتوزيع :
حيث يوجد جهاز مركزى للتخطيط وتحدد مدة الخطة ( الخطة الخمسية أو العشرية أو السنوية ) -- يحدد فيها مايجب انتاجه وما لايجب - ويحدد فيها الأولويات -- هل تكون الأولوية لانتاج السلع الاستهلاكية أم لانتاج السلع الرأسمالية... السلع المعمرة أم الاستهلاكية المباشرة ... وهكذا... 

سقوط الاشتراكية فى الإتحاد السوفيتى

فى سنة 1987 م تقدم الرئيس الروسى (ميخائيل جورباتشوف) بورقة اصلاحية تسمى (البيريسترويكا) ومعناها : إعادة البناء وتتضمن : أخذ الخطة بمؤشرات الطلب فى السوق وترك الأسعار لجهاز الثمن وتمويل المشروعات نفسها ذاتيا ، وخفض الدعم الحكومى... الخ وقد جاء ذلك بعد ظهور مؤشرات الإنهيار الإقتصادى - من عجز رهيب فى الموازنة العامة... وعجز فى ميزان المدفوعات السوفيتى - ومن ثم بدأ عقد هذا الاتحاد فى الانفراط ... لأنه أهمل الإنسان وجعله ترسا فى آلة بلا حافز... والدولة هى الوصية عليه فى حياته كلها ... فلا حرية ولا مشاركة ... إلا مايراه أعضاء الحزب الشيوعى السوفيتى وأعضاء اللجنة المركزية، والذين كانوا يعيشون رفاهية الرأسماليين فى قصورهم وسياراتهم الفارهة تاركين الشعب المسكين يعانى شظف العيش...
أستودعكم الله  دكتور / جلال القصاص

إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال