شرفت باختياري لحضور الدورة التى اقيمت بمدينة مونتيرى بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية فى الفتر من 7 مارس الى 22 مارس 2015 . وتعتبر مدينة مونيرى منتجع سياحى ولذلك فإنها تتميز بطقس معتدل طوال العام، كما إنها مقصد لأغنياء أمريكا حيث أن معظم المشاهير لديهم منازل على المحيط الهادي لقضاء أجازاتهم.
وأول مالفت إنتباهى بعد روعة المناظر الطبيعية، هو الناس أنفسهم... كم الود والبشاشة التى على وجوه الجميع كان مثيرا للدهشة ، فقد اعتادوا أن يلقوا التحية علينا بالشوارع دون سابق معرفة، وأحيانا كثيرة كان يستوقفنى البعض ليسألنى عن أحوالى وهل أنا مستمتعة فى بلدهم أو إن كان هناك أية مساعدة أحتاجها..
وتلك ملاحظة أخرى (حيث واضح من حجابى انى مسلمة)..ليست لديهم أى نوع من العنصرية وقد كانت تلك أول المحاذير المكتوبة لنا فى الملف الذى تسلمناه بالسفارة الأمريكية بالقاهرة ،فيمنع التحدث فى السياسة أو الدين وأية ألفاظ عنصرية تتعلق بهما أو باللون أو الجنس وغير ذلك.
أقمنا بفندق حياة ريجنسى الملاصق للقاعدة البجرية مقر الدورة ومنذ إجتماع السفارة تم تعريفنا بميجور اودى الذى رافقنا من أول الرحلة بمطار القاهرة وظل ملازماً لنا طوال فترة الدورة وهناك قابلنا مسز ريبيكا التى عرفتنا تفاصيل ومواعيد المحاضرات وسلمتنا ملف به الجدول وطبعاً أول ماشددت عليه كان احترام المواعيد .. وهذه ملاحظة أخرى فالجميع هناك يقدسون الوقت ولا يوجد استثناءات والحمد له إننا إلتزمنا جميعا بذلك حتى إنهم ذكروا إننا أول مجموعة تتواجد قبل المواعيد ولا نستغرق أوقات الراحة كلها .
لفت انتباهى أيضا أن كل محاضر فى بداية محاضرته يقدم لنا موجزاً عن نفسه على هيئة (سى فى) مصغر .. وعلى الرغم من أن كل من حاضرونا من ذوى الخبرات القوية وشغلوا مناصب هامة، إلا أنهم لايجدوا غضاضة من الإشارة إلى أى من تلاميذهم الموجودين بفريق العمل، وكذلك هؤلاء التلاميذ وعلى الرغم من انهم صاروا يشغلون مراكز هامة ايضا الا انهم يقدرون ويمتنون لما قدمه لهم اولئك الاساتذة .. احترام متبادل راااائع جعلنى أتحسر على هذا التردى الأخلاقى الذى تفشى بيننا سواء على المستوى المهنى أو حتى بالشارع . وفيما يلى سأحاول ايجاز ماتعلمناه وسوف أقسم المحاضرات على عدة أعداد حتى أتمكن من توصيل أهم النقاط وأرجو أن أفيدكم قدر المستطاع.
الأمن البحرى الدولى:
المياه الدولية هى العامود الفقرى للتجارة العالمية إذ يتم نقل أكثر من 90% من جميع السلع الخام والبضائع بواسطة السفن كما أن الأسماك البحرية تمثل البروتين الأكثر إستهلاكا ، ويتزايد إستغلال موارد البحر بتزايد تقنيات التعدين والحفر فى أعماق البحار .
أيضاً الكوابل البحرية توفر البنية التحتية لتبادل المعلومات عبر القارات وبالتالى فإنها الرابط الأساسي في مجال النقل البحرى العالمى ومجال شبكة الخدمات اللوجستية .
وقبل البدء فى شرح المحاضرة تم تقسيمنا الى أربع مجموعات، تتألف كل مجموعة من ممثلى الجمارك ورجال من القوات المسلحة، واختارت كل مجموعة منطقة حدودية لعمل المشروع النهائى عليها بعد أن يتم تطبيق مايصلح من المحاضرات عليه ويتم مناقشته فى نهاية الدورة .. وقد اختارت مجموعتى الحدود المصرية الليبية ، أما المجموعات الأخرى فقد اختارت الحدود المصرية السودانية ، قناة السويس ، ميناء الاسكندرية .
الأخطار والتهديدات التى تهدد البيئة الامنية البحرية:
هناك اتفاقيات دولية تنظم ملكية البحار ، وكل دولة لها الحق والسيطرة على 12 ميل بحرى من المياه المحيطة بها ..... فيما عدا هذا تعتبر باقى المناطق من المياه الدولية (مشاعات ) وأيضا هناك العديد من الاتفاقيات التى تنظم تلك المشاعات الا أن العديد من الدول غير منضمة لتلك الاتفاقيات ..
وجدير بالذكر أن الإتفاقية الدولية لسلامة الأرواح فى البحار والتى صدقت عليها مصر فى 1981 وانضمت إلى كافة البروتوكولات الناشئة عنها والتى كانت الأساس فى دراستنا.. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنضم إليها حتى الآن !! وعندما سألت معبرة عن إندهاشي كان الرد (غير المقنع) أن أى قرار يجب أن يصدر بأغلبية أعضاء مجلس الشيوخ وأن تلك الأغلبية رفضت وهم يحترمون الديمقراطية !!
عودة الى موضوع التهديديات فإن أهم تلك التهديدات هى :
- أسلحة الدمار الشامل.
- النزاعات الإقليمية.
- التمرد.
- الإرهاب.
- تهريب المخدرات.
- القرصنة.
- الإفراط فى الصيد.
- الهجرة غير الشرعية والإتجار فى البشر.
وبعد إستعراض التهديدات إنتقلنا لطرق المواجهة معززة بأمثلة من الولايات المتحدة الامريكية وغيرها.. وقبل المواجهة لابد من الوعى بالمجال البحرى والإلمام بكافة تفاصيله ، بالنسبة لأمريكا فلديهم أقمار صناعية لتتبع المهاجرين وحرس السواحل - حيث ان مشكلة الهجرة غير الشرعية عبر المكسيك من أهم التهديدات لديهم - وطبقاً لإتفاقية الـ ( سولاس) هناك نظام التعريف الآلى الذى يجبر آى سفينة على التعريف بنفسها على بعد معين من الحدود البحرية.
أيضا مراكز المعلومات والإستخبارات وعمل شبكة منها تسمى مراكز الدمج تقوم بتبادل المعلومات وتحليلها ونشرها.. وأخيرا التعاون الدولي .. وهذه الوسيلة تقابلها عدة عقبات .. أهمها الثقة وعقبات أمنية وقانونية وحواجز بيروقراطية.
وفى مجال مقاومة ومواجهة التهديدات تم عرض العديد من الأمثلة التى لا يتسع المقال لذكرها، وانصبت محاضرة كاملة على هذه الأمثلة وكذلك أمثلة لمراكز الدمج وبعض المهمات الدولية المشتركة وكيفية العمل بتبادل المعلومات مع ملاحظة أن بعض المراكز تفضل الإحتفاظ بنوع المعلومات الذى قد تراه .. وغير ذلك من المحاذير التى قد يتبعها المركز عند إتخاذ قراره بنشر المعلومة من عدمه
فى ختام هذا الجزء .. أود التنويه إلى أن الجمارك وحرس الحدود هى هيئة واحدة بالولايات المتحدة الأمريكية وسنتناول فى العدد القادم إن شاء الله تعالى نظرة على القانون الدولى وأهم الإتفاقيات البحرية .. وحالة "مضيق ملقا" كمثال للتعاون الدولى والتعريف بشبكات HFN لربط المعلومات والإغاثة وكذلك هندسة الأنظمة ودورها فى تحسين الأمن البحري والحوكمة.
التسميات
أخبار وأنباء