مكتبة بلا رفوف - ريهام عبد الهادى

تمثل المكتبة محورا رئيسيا لدعم ونشر الثقافة والعلوم فى ظل الثورة المعلوماتية التى يشهدها العالم والتى تعكس حضارة وتقدم الشعوب ونظرا لهذا التطور الهائل والمستمر فى مختلف مجالات المعرفة البشرية وازدياد حركة إنشطار المعلومات وتداولها فكان على المكتبة ملاحقة هذه التطورات وحصرها وتقديمها للمستفيدين والباحثين بأسلوب جديد.
ومع التحول الذى نشهده الآن فى مجال تكنولوجيا الإتصال ظهرت حتميه التحكم فى إنتاج المعلومات ومعالجتها ومحاوله الإستفاده منها، فوقفت المكتبات عاجزة عن توفير حيز لكل ما ينشر من ماده علميه وثقافيه والإلمام بمستجدات البحوث العلميه، وظل الأمر بمثابة عائق للمكتبات بمختلف أنواعها كما ظلت المعرفه البشريه فى تطورسريع ومتزايد، ومن هنا ظهرت المكتبه الرقميةDigital" Library".
وتمثل المكتبة الرقمية حلا سريعا لكافه مشكلات المكتبة كما أنها يسرت ملاحقة ركب تدفق المعلومات السريعة وأصبحت عنصرا هاما وفعالا للمساهمة فى مختلف أوجه الإختراع والتمييز.
وتعرف المكتبة الرقمية على أنها مكتبه تتكون مقتنياتها من مصادر المعلومات الإلكترونية المخزنة على أقراص مدمجهCD أوالمتوفرة من خلال شبكات الإنترنت ووسائل الإتصال المباشرالتى تهدف إلى الوصول والربط بين المكتبات الإلكترونية والخدمات المعلوماتية فى أنحاء العالم. وتختلف المكتبة الرقمية عن المكتبة الإلكترونية بأنها تعتمد على فكرة خزن المعلومات واسترجاعها وتوفير إمكانيه الوصول إلى خدمات هذه المكتبات بواسطه توفير مداخل عن بعد تمكن المستفيد من استخدام مصادر المعلومات الإليكترونية بشكلها الإليكترونى وطباعتها على ورق من مختلف مكتبات العالم.
فالمكتبة الرقمية ماهى إلا امتداد إليكترونى للوظائف التى يتم ادائها.
وتكمن أهمية المكتبة الرقمية Digital Library فيما يلى:
••  سهوله الإستخدام والإسترجاع
••  توفير حيز كبير لإقتناء أوعيه معلومات مختلفة
••  المحافظه على الكتب والمخطوطات النادرة وسريعة التلف من كثرة الإستخدام.
وانتشرت المكتبه الرقمية فى الوطن العربى بصورة كبيرة لما لها من مميزات متعددة منها:
••  توفير وقت وجهد مستخدمى المكتبة الرقمية.
••  القدرة على تخزين معلومات كثيرة فى مكان محدود.
••  أكثر إفاده لمستخدميها خاصةً مع توافر برمجيات الترجمة الآلية والبرامج الإحصائية.
••  إمكانية الإستفادة من الموضوع وقراءته من قبل عدد كبير من الباحثين فى وقت واحد..
••  إمكانيه البحث والإستعارة منها فى كل وقت وعن بعد.
••  تخطى الحواجز المكانية والحدودية بين الدول.
••  أقل تكلفة من المكتبات التقليدية من حيث إقتناء الكتب وإتمام العمليات الفنيه بها.
••  نشر الوعى الثقافى الرقمى وتشجيع الباحثين والمؤلفين على الإستفادة من الوسائط المتعدده مع الحفاظ على حقوق النشر والملكية الفكرية.
••  الخدمة الذاتية أى أن كل مستفيد يستخدمها بنفسه مما يقلل العبء على المكتبة التقليدية.
••  مكانية البحث بالعديد من المداخل الرئيسية كما أنها وسيلة سهلة و سريعه للوصول للكتب والمحفوظات والصور مع إمكانية تحسين خصائص معينة فى المواد التى تقدمها كنقاء الصورة والوضوح وتغييرألوان الصفحات.
ويمكن للمكتبة الرقمية حصر كافة أوجه المعرفه البشرية وتخزينها فى حيز صغير وإتاحتها للمستفيدين من جميع أنحاء العالم فهى مكتبه ولكن بلا رفوف وتعمل جنبا إلى جنب مع المكتبة التقليدية ويجب علينا أن نسلط الضوء حول خصائص المكتبة الرقمية مقارنة بالمكتبة التقليدية وهى:
••  المكتبه الرقميه يمكن اعتبارها نمط متطور عن المكتبة التقليدية
••  ليست مكتبة مستقلة إنما تتشابه مع المكتبة التقليدية فى مصادرها و معلوماتها وخدماتها ولكن يتم معالجة عملياتها وإجراءاتها وخدماتها آليا.
••  تقدم منظورا عاما لكافة أشكال المعلومات التى تحتوى عليها المكتبة بصرف النظر عن شكلها وتصميمها.
••  تتيح كماً من المعلومات لا حصر له فى مختلف المجالات أوفى مجال محدد 
••  تقييم المكتبة الرقمية بناءا على ما تقدمه من خدمات ومعلومات لا على ما تحتويه من معلومات ومواد كما كان بالمكتبة التقليدية.
••  تمتلك مجموعة كبيرة من المواد التى تم تحويلها من الشكل المطبوع أو التقليدى إلى وسيط إليكترونى من خلال المسح الضوئى بحيث يمكن تخزينها واسترجاعها إليكترونياً.
ومن خلال ما سبق نتساءل كيف يمكننا كعاملين بمصلحة الجمارك الإستفاده من المكتبة بشقيها(التقليدية- الرقمية) وما هي الخطوات التى يمكن أن نتبعها للوصول إلى ما نريده من معلومات بأقل مجهود و بأسرع وقت؟
أولا:  يجب تحديد موضوع البحث بدقه
ثانيا: إستخدام البرنامج الخاص بفهرس محتويات المكتبه للوصول الى عنوان الكتاب أوالوعاء الخاص بموضوع البحث.
ثالثا: البحث فى الماده العلمية بدءاً من الخطوط العامة للموضوع وصولا للموضوعات الأكثر تخصيصاُ.
رابعا: اللجوء إلى الخدمات التى تقدمها المكتبة لروادها مثل خدمة الإرشاد و الخدمة المرجعية وخدمة الإحاطة الجارية للوصول إلى أفضل الأوعية المعلوماتية التى تتناول موضوع البحث. 
ويمكن لنا تطبيق هذه الخطوات بصورة عملية بمكتبة الجمارك بالمعهد القومى للتدريب الجمركى والتى تحتوى على مجموعة متميزة لأوجه العلوم الجمركية المختلفة مثل:التعريفة الجمركية,التقييم الجمركى, النظم الجمركية, شروح التعريفة الجمركية, قانون الجمارك و نظم التجارة الدولية.
ولم تقتصر مكتبة الجمارك المتخصصة على العلوم الجمركية فحسب بل تضم أيضا موضوعات متنوعة فى مختلف مجالات المعرفة البشرية مثل: القانون, إدارة الاعمال,الموارد البشرية, الحاسب الآلى, الآداب والفنون, الديانات, التاريخ والتراجم والمعاجم والقواميس؛ كما أنها تتميز بإحتوائها على ركن خاص بالتراث من حيث الكتب الفرعونية والمخطوطات النادرة للتراث المصرى والأوروبى كما تحوى الموسوعات العربية والأجنبية والمجلات مثل: مجلة الجمارك المصرية بالإضافة إلى العديد من الموضوعات التى تساعد على تنمية وتطوير مهارات الموارد البشرية للعاملين بالجمارك.
ولقد تم ترتيب و تنظيم كافة محتويات المكتبة وفقا لموضوعاتها وتصنيفها وفهرستها إليكترونيا من خلال برنامج المكتبة الإليكترونى وإتاحتها لموظفى الجمارك والباحثين للإستفادة منها وتيسير سبل الإطلاع والبحث بأسهل الطرق وبأسرع وقت.
وتفتح مكتبة الجمارك أبوابها لكافة العاملين بالجمارك على المستوى الإقليمى والدولى وتتيح خدمات متنوعة لهم مثل: خدمة الإطلاع الداخلى، الإستعارة الخارجية, الخدمة المرجعية وخدمة البحث الإليكترونى وغيرها من الخدمات التى تستطيع المكتبة من خلالها تحقيق أهدافها التى تساهم فى نشر الوعى الثقافى بين العاملين والإهتمام بالعنصر البشرى الفعال لرفع كفاءة العمل وتطوير وتقييم أداء العمل للنهوض بمصلحة الجمارك نحو التقدم والازدهار.
ولتحقيق مبدأ المكتبة المتكاملة ولكى تصبح المكتبه أحد مظاهر وأداوات عصر المعلومات فإن عليها القيام بدمج الوسائل التقليدية لإدارة المعرفة مع الإستفاده من التكنولوجيا المتاحة للرفع من مستوى المؤسسات الإدارية و تدعيم وسائل إتخاذ القرار من خلال نوعية المعلومات المستخدمة الناتجة عن الثورة المعلوماتية، فثورة المعلومات لن تلغى المكتوب وإنما تغير فى شكله.


إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال