قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (58) (يونس).
هكذا تنطلق فرحة المسلمين في العيد ويتبادلون التهاني فرحًا وابتهاجًا وشكرا لله على تمام العبادة، فرحة تجمع بين صغيرهم وكبيرهم .. غنيهم وفقيرهم .. فرحة تزيح الهموم والأحزان وتمحو إساءة عام ولى ومضى .. فرحة تترك في سرائر النفوس الرضا والطمأنينة وتقرب ما بين الأغنياء والفقراء .. فرحة البشرى بالقبول لمداومة الطاعة وهجر المعاصى .. فرحة الطهر من كل ذنب بتوبة صادقة .. فرحة النصر المنشود على وساوس النفس وهواها .. فرحة الفوز المأمول برضا الخالق سبحانه وتعالى
فرحة الطائعيين بطاعتهم، والمتسابقين بفوزهم... فرحة تذكِّر بيوم الفرح الأكبر، والسرور الأكمل؛ يوم يسعد المسلمون بلقاء ربهم، ورضوان خالقهم، فيفيض عليهم رضوانه، ويلبسهم غفرانه..
فرحة يختلط بها شيء من الأسى واللوعة... أسى الألم لتوديع شهر كريم يتبين فيه الفائز من العاثر ، والرابح من الخاسر، ولوعة الفراق لأنه أتى ورحل وكأنه برق خاطف .. رحل حاملا حصيلة من الأعمال الصالحة .. فطوبى لمن أدركه وأغتنمه ..
مرت بنا ايام شهر الخير بعد أن كنا نترقب وصوله .. مرت أيامه وقد صفت فيها القلوب، وزكت فيها الأرواح، وأنِسَت فيها الضمائر؛ أيام مرَّتْ مرور النسيم العليل، والشهد المذاب، مرت بنا كالحلم الجميل، والطيف الهادئ، فانغمسنا في نعيمها .. وكأنه لم يمر بنا شقاء قط..
كنا نشعر أننا بُدِّلْنا قلوبا غير قلوبنا، وامتطينا أجساداً غير أجسادنا، وزُوِّدْنا بأرواح غير أرواحنا، حيث تجدد عزمنا، وتألق شـوقنا، قويت هممنا، وصفت نفوسنا، وهذبت أخلاقنا، وحسنت طاعتنا، وازدادت عبادتنا. فياليت على هذا الدرب نسير.
خالص تحياتى
التسميات
كلمة العدد