تحديات جمركية


تزداد التحديات التي تواجه العمل الجمركي، يوما بعد يوم نتيجة العولمة التجارية والنمو المتزايد لحجم التجارة والتجارة الالكترونية والتقدم العلمي المتسارع وثورة تقنية المعلومات والاتصالات، وما لها من أثر بالغ في نمو ظاهرة التهريب الجمركى على اختلاف صوره وأشكاله وزيادة حجمه عبر المطارات والموانئ، حتى أصبحت ظاهرة دولية لا يمكن إهمال عواقبها السلبية الخطيرة.
كما أن تدرج فئات التعريفة نحو الصفرية تسبب فى تغير منظور المهرب وانتقل بجريمة التهريب الجمركى من صورتها التقليدية التى تهدف إلى مجرد التهرب من الضرائب والرسوم الجمركية إلى التهريب المتقدم الذى يسعى إلى إدخال السلاح والممنوعات والمواد الخطرة، حتى باتت كثير من الأماكن فى العالم تشكو من مخاطر تمرير المخدرات والأسلحة والمواد الخطرة، لما تسببه من عمليات ارهابية وتلوث بيئى ملحوظ، أدى إلى وجود مشكلة دولية خطيرة ومتنامية ، مثلت فى مجموعها خطرا محدقا يهدد حياة الإنسان وسلامة المجتمعات ، مما زاد من اعباء المهام الملقاة على عاتق الإدارات الجمركية.
فلم تعد مهام الإدارات الجمركية قاصرة على مجرد جباية الرسوم والضرائب الجمركية، ومكافحة التجارة غير المشروعة ومراقبة السلع والأشخاص على الحدود، فحسب بل واجهت تحديات قوية ذات صبغات اقتصادية وأمنية ألقت على عاتقها مهام أخرى لم تكن موجودة من ذى قبل.
وأصبحت تلعب دورا رئيسيا في تنمية التجارة الدولية وتقديم العون للمجتمع التجارى لتساهم فى خلق بيئة جاذبة للاستثمار، مع مكافحة كل أشكال الغش التجاري والتصدى لتهريب السلاح والممنوعات والمواد الخطرة ..
وباتت الحاجة ملحة لأن نستخدم فى جماركنا وعبر موانينا أساليب ووسائل ونظماً تكنولوجية متعددة لتعلى من شأن عمليات الرقابة الجمركية ، فلم يعد أسلوب الكشف والفحص عن الممنوعات والمواد الخطرة يعتمد على العنصر البشرى فقط وإن كان هو أهم العناصر لأهمية دوره فى كشف الجريمة الجمركية، ولكن أسفر التطور العلمى عن ظهور أدوات كشف وفحص وأجهزة ذات تقنيات عالية ومتطورة ليستخدمها المعنيون فى المجال الأمنى والجمركى على حد سواء
هكذا أصبحت الإدارات الجمركية هى المسؤل الأول للدفاع عن البيئة والانسان فى الكثير من الممارسات الضارة والإتجار غير المشروع فى النفايات والمواد الخطرة، ولذلك سعت لتوفير أحدث التقنيات والوسائل المساعدة وتزويد منافذها الجمركية بأنظمة الفحص والكشف بفئاتها العامة الثلاث: فئة أجهزة الأشعة أو فئة الكشف الكيميائى أو فئة التعرف على روائح المتفجرات من خلال كشف الأثر
وحاولنا جاهدين ووفقا لما هو متاح لنا من إمكانات بالعلاقات مع الدول الصديقة والجهات المانحة أن نوفر لجماركنا فئة الفحص والكشف بالأشعة لتكون اداة مساعدة فى مواجهة هذه التحديات والتصدى لحالات التهريب التى تشعبت وتعددت أساليبه
لكننا نسعى فى الوقت نفسه إلى تنمية مواردنا البشرية ورفع قدراتهم ليكونوا فى مستوى أعلى من شبكات وعصابات التهريب ، نسعى لإيجاد نظام رقابى فعال يعتمد على تحليل وتبادل المعلومات ليستهدف مواطن الخطر بدقة دون عرقلة لحركة التجارة المشروعة، نظام يحقق الطمأنينة لتجارة أمنة والخلو من أى مهددات
تحياتى

إرسال تعليق

يسعدنا قبول تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال