أهلا بك فى الغابة

كلمات تسمعها كثيرا من الاخوة العرب المهاجرين حين تطأ قدماك الولايات المتحدة (مرحبا بك فى الغابة ).

لم ادرك معنى هذه الكلمة حين سمعتها من أحد الاصدقاء الذى لم أره منذ أكثر من من عشر سنوات كنا وقتها فى الثانوية العامة وهاجر صديقى الى الولايات المتحدة ودرس علوم الحاسب الآلى والتحق باحد الوظائف المرموقة فيما بعد .

وكانت كلمة مرحبا بك فى الغابة هى اولى الكلمات التى سمعتها منه حين وصلت الى أرض الولايات المتحدة . ومرت الاسابيع الاولى والكلمة لم تبرح تفكيرى حتى وجدتنى فى اول فرصة اتصل بصاحبى لاسأله ماكان يقصد بهذه الكلمة .فضحك كثيرا وقال كنت اعلم أنك ستسألنى هذا السؤال وقال ياصاحبى انت الآن على أرض أما ان تكون فيها أو لا تكون .فالسماء مفتوحة لمن يستطيع أن يبذل جهدا .

ولا أخفى عليكم سرا ان الاجابة جعلتنى أفكر أكثر من السؤال . حيث ان الغابة المقصود بها العمل الجاد وليس المعنى ان تأكل أو تؤكل.

وبدأ المعنى يتضح ويكتمل فى كل موقف من مواقف الحياة فى أمريكا .

بداية الربيع وأخذت سيارتى لزيارة أحد الاصدقاء اللافتة التى تحدد السرعة 35 ميل فى الساعة ، وحافظت على هذه السرعة الى أن فوجئت بسيارة الشرطة من خلفى فتوقفت على الفور . وعندما توقفك سيارة الشرطة لتنزل من السيارة ياصاحبى بل أنك تضع يداك على عجلة القيادة وتنتظر أن يأتى ضابط الشرطة بكل احترام ليسألك عن رخصة القيادة وتأمين السيارة .

فقدمت أوراقى للضابط فذهب إلى سيارته لدقيقتين ثم عاد إلى وقال لى انى كنت أسير بسرعة فى منطقة بها مدارس وان السرع فى منطقة المدارس تنخفض إلى 15 ميل بالساعة والحق يقال أننى لم أننى لم ألحظ الافتة التى تشير إلى السرعة فى هذه المنطقة بسببب ان الاشجار كانت تحجبها .

وعندما قلت ذلك للضابط قال أن المخالفة قدرها كذا ولكن إن كان لديك ماتقوله فقد حددت لك ميعاد محكمة كذلك كما اننى ساكون موجودا فى ميعاد المحاكمة وأعطانى ظرفاً به كل المعلومات مدونا عليه عنوان الجهة التى يمكن أن أرسل اليها المخالفة بالبريد وكذلك ميعاد المحكمة كأختيار ثان لاأخفى عليكم سرا كان يمكننى ان أرسل المخالفة بالبريد ولكننى لم أكن مقتنعا بذلك فأنا لم لأرى اللافتة لا بسب تقصير ممنى وأنما بسبب الاشجار .

فما كان منى الا ان اخذت كاميرا وذهبت فى اليوم الثانى وصورت الطريق اثناء قيادتى لسيارة لآخذها معى للمحكمة.وجاء موعد المحاكمة ووجدتنى انا وضابط الشرطة امام القاضى فألقى الضابط على التحية كما فعل القاضى وأوضحت للقاضى ماحدث مستخدما شريط الفيديو الذى صورته فى اليوم التالى للمخالفة .استمع القاضى إلى وقام بأسقاط المخالفة .

والعجب كل العجب أن الحكم تضمن أمرا لبلدية المدينة بوضع اللافتة فى مكان يمكن للسائق رؤيته والأعجب ان الضابط صافحنى بكل ود قائلا (شكرا لمجيئك احدنا كان عليه فعل ذلك ) .

بعد أسبوع مررت من نفس الطريق لأجد اللافتة قد نقلت إلى مكان يراه كل السائقين على الطريق .

حينها ادركت معنى الاشياء التالية :

أولا: أن حريتى تتوقف عند حرية الأخرين

ثانيا: ان الحرية يحكمها قانون صارم فلو لا قوة القانون ماكان للحرية معنى

ثالثا: تعلمت معنى كلمة شفافية فلم يشكك القاضى فى كلامى.

رابعا: بدفاعى عن حقى تسببت فى تغيير قد يبدو بسيط ولكنه للافضل والان يأصدقائى ويأبناء هذا البلد ونحن على أعتاب عهد جديد فى مصر هل نحن مستعدون لما نسميه الان حرية هل نفهما حقا أم انها لابد وان تدرس فى مدارسنا وكذلك فى بيوتنا.

آخر الأخبار

المسؤولية الإداريـــــــــة | محمد أمين

الجمارك وسايتس .. أربعون عاما من العطاء - أشرف بركات

(7) تحت الشكة - إبراهيم عبد الرحمن

جمارك السيارات | كيفية احتساب الضرائب والرسوم الجمركية

جمارك السيارات - أحمد الكاشف

كتب جمركية للأستاذ محمود أبو العلا

المعهد القومى للتدريب الجمركى - محسن أمين

(10) ميزان المدفوعات المصرى - جلال جويده القصاص

المناطق النائية - محمود عويضه

ظاهرة تهريب الاقمشة وأثارها على الصناعة المحلية - محمود عيسى

أهلا بك فى الغابة - عاطف سالم

محتويات العدد

إرسال تعليق

نموذج الاتصال