تقوم الإدارة المركزية في إطار حرصها الشديد على تنفيذ الخطة الأمنية على جميع المناطق الجمركية وعلى مدار الـ 24 ساعة يومياً بالتطوير الدائم والمستمر للخطة الأمنية بما يتوافق مع الظروف التي تمر بها البلاد وفى حـــدود الإمكـــانات البشرية والمادية المتاحة .
وفى هذا الإطار فقد قامت الإدارة المركزية من جانبها بتبني مبادرة لمكافحة الفساد وأطلقت عليها اسم ( نحو جمارك خالية من الفساد) وكانت برعاية السيد الأستاذ / محمد عبد المقصود الصلحاوي - وكيل أول الوزارة رئيس مصلحة الجمارك والسيد الأستاذ / محمد نبيل هندي - وكيل أول الوزارة رئيس قطاع الأمن والخدمات المالية والإدارية.
وحيث تؤمن الإدارة المركزية للخدمات الأمنية بضرورة التعامل مع الفساد باعتباره ظاهرة بمصلحة الجمارك المصرية شأنها شأن جميع المصالح والهيئات الحكومية وليس نتيجة سوء أخلاق فردية فقط , ومن ثم فإن بناء مصلحة جمارك قوية ومنضبطة هو أفضل طريقة لخفض الفساد.
وهذا يعنى بناء مجموعة من هياكل الحوافز الثابتة التي يمكن الاعتماد عليها والتي تؤدى إلى مكافأة الملتزمين بالأمانة والشفافية ومراقبة المرتشين المستغلين لمناصبهم واتخاذ الإجراءات المناسبة ضدهم .
ومن منطلق أن الفساد تنبأت به الملائكة منذ بدء الخليقة حيث قال الله تعالى فى كتابه العزيز :-بسم الله الرحمن الرحيم {وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إنى أعلم ما لا تعلمون} (البقرة الآية 30)
وقد كان للتقارير الصادرة عن المنظمة الدولية للشفافية والنزاهة وكذا المركز العربي للشفافية والنزاهة تأثير كبير فى تبنى تلك المبادرة , حيث أن هذه التقارير والتي وضعت مصلحة الجمارك المصرية على رأس الفساد فى الجهاز الادارى للدولة والتي نشرت بوسائل الإعلام المختلفة وكما أنها أساءت إلي الأسرة الجمركية فقد أساءت بنفس القدر للسادة المتعاملين مع مصلحة الجمارك المصرية .
و تم اختيار المشاركين بالاجتماع الأول للمبادرة بعناية شديدة قائمة على التنوع فى الخبرات وكذلك الاهتمامات ....
أهداف المبادرة
- كشف خريطة الفساد فى جمارك مصر ,( الرؤوس والأطراف أو الأفراد والشبكات ) .
- تغيير المعادلة من ( مخاطر قليلة ورشوة كبيرة إلى مخاطر كبيرة ورشوة ضئيلة ).
- توفير آليات فعالة من شأنها محاصرة مسببات الفساد والقضاء عليها مرحلياً.
- المتابعة المستمرة لمسببات الفساد وتعديل الأدوات والآليات المستخدمة لتتواءم مع ما يستجد من أساليب وفعاليات من شأنها دعم الفساد بالجمارك المصرية .
مبــادئ المبـــــادرة
- نحن نؤمن انه من الممكن مكافحة الفساد فى مصلحة الجمارك المصرية .
- من المؤكد أن الشفافية هي إحدى وسائل مكافحة الفساد الفعالة .
- من المؤكد أن بناء شراكة حقيقية مع المجتمع التجاري هي إحدى دعائم الشفافية فى جمارك مصر .
- بناء جسور الثقة بين العاملين والمتعاملين من شانه إحداث تغيير فى قيمة مؤشر الفساد فى جمارك مصر .
ثم كان الاجتماع الأول للمبادرة ( كأحد سلسلة الاجتماعات المزمع تنظيمها ) فى الثالث من فبراير 2013 .
ولم يكن مثل تلك المبادرات هو الأول من نوعها فى مصلحة الجمارك , حيث سبق لقطاع الموارد البشرية أن بذل مجهودات هائلة فى إطار نشر الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد فى جمارك مصر وقد قام بتنظيم عدة ورش عمل. كما أن قطاع التخطيط الاستراتيجي ومن خلال الإدارة المركزية للتطوير والإصلاح الجمركى كذلك بذل مجهودات رائعة وفعالة فى ذات الاتجاه وكانت الأخيرة برعايتها بمشاركة بعض من الخبراء الأمريكيين, مضافاً إلي ذلك ما أسهمت به الإدارة المركزية للتعاون الدولي التابعة لقطاع النظم والإجراءات الجمركية .
ومما لا شك فيه أن الإدارة المركزية للخدمات الأمنية قد أولت الاهتمام بكل هذه المجهودات والخبرات للاستفادة منها فى طريق مكافحة الفساد فى مصلحة الجمارك , كما أنها ولا شك سوف تعمل على توحيد تلك الجهود فى بوتقة واحدة لإنجاح المبادرة والوصول إلى إجراءات فاعلة من شأنها تعديل مؤشرات مدركات الفساد وغيرها من المؤشرات التي يمكن اعتبارها هامة وخاصة فى الظروف الحالية التي تمر بها مصرنا العزيزة.
وعلى الرغم أنه لم يحدث من قبل أن تبنت الإدارات القائمة بمهام الأمن الجمركى والمتعاقبة مثل هذه المبادرات أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات إلا انه قد ظهر جلياً من القـائمين على إدارة الاجتمـاع الأول للمبادرة وخاصة السيد الأستاذ / وكيل أول الوزارة رئيس قطاع الأمن والخدمات المالية والإدارية وكذلك السيد الأستاذ / وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية للخدمات الأمنية وجميع المشاركين الاستعداد وصدق النوايا المفعم بالتحدي والثقة فى أن مكافحة آفة الفساد فى مصلحة الجمارك المصرية من الممكن انجازه بشرط تضافر كافة الجهود على كافة أصعدة العمل الجمركى سواء من العاملين بمصلحة الجمارك أو من المتعاملين معها .
كانت المشاركات من السادة الحضور غاية فى الأمانة والصدق , كما اتسمت بروح من الألفة والحماسة والمشاركة الفعالة وأكد الجميع أنه من الممكن مكافحة الفساد فى مصلحة الجمارك المصرية , كما جاءت نتائج تقييم تنظيم الاجتماع مؤكدة على أنه هناك موضوعات أخرى يجب التطرق إليها , كما انه هناك أطراف أخرى معنية يجب مشاركتها فى الاجتماعات المقبلة بإذن الله .
و تم استعراض عرض تقديمي مبسط حول فعاليات المبادرة عن طريق احد المشاركين وكذا تم استعراض التجربة الصربية فى مكافحة الفساد فى القطاع الجمركى بدولة صربيا.
أكد جميع المشاركين (من العاملين بمصلحة الجمارك ومن المتعاملين مع مصلحة الجمارك) فى نهاية الاجتماع على استعدادهم للمشاركة فى الاجتماعات المقبلة , كما أثنى الجميع على مجهود الإدارة المركزية للخدمات الأمنية الذي تم تطويره وخاصة فى الآونة الأخيرة
وتسعى الإدارة المركزية للخدمات الأمنية من خلال توسيع دائرة الاستبيان والاستقصاء فى المناطق الجمركية الثلاثة إلى تحقيق أهداف المبادرة والوصول إلى خريطة الفساد فى الجمارك المصرية من خلال استمارات الاستقصاء والاستبيان الخاصة بالعاملين بمصلحة الجمارك والمتعاملين معها .
وتناشد الإدارة المركزية للخدمات الأمنية كافة العاملين بمصلحة الجمارك المصرية وكذلك كافة المتعاملين معها بالمساندة والدعم المستمر لإنجاح جهود المبادرة فى اتجاه مكافحة الفساد ,كما تدعو الجميع ممن يود المشاركة بجهده أو رأيه في المبادرة إلي التوجه والتواصل مع الإدارة المركزية للخدمات الأمنية وكذا للإبلاغ عن أي مظهر من مظاهر الفساد فى مصلحة الجمارك.
محنة الوطن
بقلم/ حمدى عبد الرحمن
ما اكبر هذا الوطن وما اصغر ما صار الية بنوه انظر اليهم وقد تفرقوا واختلفوا بدلا من ان يتفقوا ويتحدوا انظر اليهم وقد اصبحوا يكرهون بعضهم بعضا ويتهمون بعضهم بعضاويسبون بعضهم بعضا ويعيبون بعضهم بعضا بالحق قليلا وبالباطل كثيرا
اى نهضة واى تقدم واى سعادة يمكن ان تقوم فى حياة يحسد فيها الناس بعضهم بعضا ويتربص فيها بعضهم الدوائر ببعض ويدبر فيها بعضهم الكيد لبعض ويتمنى فيها بعضهم لبعض الشر والمكروه
ان نفسى تتقطع حسرات على هؤلاء الابناء الذين عقوا امهم بل ضربوها ومزقوا ثيابها يريدون ان يهدموا اركان البيت عليها حتى انها خرجت الى الطرقات باكية وقد انحسرت عنها ثيابها وانكشف راسها . فيارب لا تصيبنا بشؤم ما فعلوا ان الوطن يحتاج منا فى هذه المحنة الدقيقة التى يمر بها الى جهد كل أبنائه المخلصين .فما اكثر ما أخذنا من هذا الوطن وما اقل ما أعطيناه . ان الوطن يحتاج فى هذه الاوقات العصيبة الى ان ينكر كل منا ذاته ومصلحته الشخصية وان يغلب المصلحة العليا للوطن , وان يتحمل بعضنا بعضا وان يعذر بعضنا بعضا وان نجعل مصر قبل اى شيء وفوق كل شيء واكبر من اى شيء , ان مصر تحتاج الى ابناء يعرفون الواجبات اولا قبل ان يطالبوا بالحقوق. ما أسعد الاوطان بأبنائها اذا اتحدوا واخلصوا القول والعمل وما أشقى الاوطان بأبنائها اذا اختلفوا وتفرقوا وأكثروا من الكلام والجدل .
وقى الله مصر من كل مكروه سوء ووقاها مكر الماكرين وكيد الكائدين
محتويات العدد 468
(25) الواحة الجمركية
التسميات
مقالات