تعتبر الجمارك المصرية واحدة من أكبر الإدارات الجمركية في العالم استخداماً لأجهزة الكشف بالأشعة ، ليس فقط من حيث عدد الأجهزة المستخدمة ، بل أيضاً من حيث كفاءة استخدام هذه الأجهزة ومعدلات تشغيلها ونتائج هذا التشغيل .
وقد يتبادر إلي الذهن لدي البعض عدد من التساؤلات حول استخدام هذه الأجهزة في العمل الجمركي .. هذه التساؤلات قد تكون حول الهدف من استخدام الأجهزة في العمل الجمركي ، أو الكيفية التي تتم بها داخل منظومة الإجراءات الجمركية سواء من ناحية توقيت عمليةالكشف أو الغرض منها ..ونحاول فيما يلي تناول مشروع الكشف بالأشعة بشئ من التفصيل يتيح الإجابة علي هذه التساؤلات..
لقد تطورت عملية استخدام أجهزة الكشف على البضائع بالأشعة السينية في السنوات الأخيرة ، حيث بدأ الإستخدام لأغراض الكشف عن عمليات التهريب بأنواعه سواء البضائع المحظورة أو الممنوعة أو المهربة أو المحرمة أو الأسلحة والمتفجرات أو غير ذلك مما يحظر التعامل معه بالاستيراد لأسباب أمنية أو صحية أو غير ذلك. .
ثم تطورت عملية استخدام هذه الأجهزة وتباينت بين القطاعات الجمركية حيث تستخدم في بعض الإدارات على نطاق واسع يمتد لما هو أكثر من عملية الكشف عن المهربات،حيث يتم إستخدام هذه الأجهزة لأغراض الكشف على البضائع الواردة كبديل عن عملية الكشف اليدوي ، فهذه الأجهزة تستطيع أن تقوم بالكشف عن البضائع المشحونة داخل الحاويات بطريقة دقيقة جداً وفعالة وتعطي نتائج صحيحة وصادقة دون الحاجة إلى فتح الحاوية أو التعامل مع العبوات بأي طريقة من طرق التعامل اليدوي التقليدية، بل إن هذه الأجهزة تعتبر الأداة المناسبة لكشف ومعاينة بعض البضائع التي يتم شحنها بطريقة تجعل من المستحيل أن يستطيع البشر التعامل معها.
لكن المشكلة المعقدة أن بعض الأنظمة العربية تهدف للكسب السريع . بينما أجهزة الفحص تمثل الاستثمار على المدى الطويل وهذا هو الفارق بين نظم موقوفة على افرد . نظم منذورة للأوطان يتمثل الهدف من أجهزة الأشعة في نقطتين هما :-
- الأولى: تسهيل التجارة الدولية متمثلا في تقليل زمن الإفراج .
- الثانية: أحكام الرقابة الجمركية لـتأمين البلاد من أخطار التهريب الجمركي ويجرنا ذلك إلى السؤال هل تم تحقيق هذان الهدفان لكي نجيب على ذلك تعال معي لنعرف ما هو معدل الأداء وعدد أجهزة الأشعة الموجودة حاليا ونوعيتها وماذا فعلت بالنسبة لمعدل أداء هذه الأجهزة فهناك نوعيات منها قادرة على فحص الحاوية مقاس 20 قدم في زمن لا يزيد عن 3 دقائق والبعض الأخر قادر على كشف الأمتعة الشخصية فى زمن نصف دقيقة / للوحدة.
ويمكن أن نوجز أسباب استخدام الجمارك لأجهزة الكشف بالأشعة السينية فيما يلي
أولاً: إن استخدام أجهزة الكشف بالأشعة يساعد بصورة فعالة وأساسية في تأمين البلاد من أخطار التهريب بصفة عامة،وبصفة خاصة تلك الأعمال التهريبية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد فالعمليات الإرهابية التي تمت في الآونة الأخيرة استخدمت أسلحة ومتفجرات مصنوعة من المواد الراتنجية والمواد العضوية ذات الكثافة القليلة والتي لا يمكن الكشف عنها باستخدام الأنواع المتعارف عليها من أجهزة الكشف بالأشعة،بعض الإرهابيين يستعملون الآن مسدسات مصنوعة من البلاستيك وترد صحبة أحدهم على أي وسيلة من وسائل النقل سواء الطائرات أو السفن أو غيرها، ولا يمكن الكشف عن هذه المسدسات إلا من خلال أجهزة تستطيع الكشف عن المواد البلاستيكية وهو ما تحققه أجهزة الكشف بالأشعة التي بدأت الجمارك في كافة أنحاء العالم استخدامها كوسيلة فعالة من وسائل الجمارك في مكافحة الإرهاب الدولي.
ثانياً: استخدام أجهزة الكشف بالأشعة لأغراض الكشف على البضائع الواردة كبديل عن العمل اليدوي،فهذه الأجهزة تستطيع أن تقوم بالكشف عن البضائع المشحونة داخل الحاويات بطريقة دقيقة جداً وفعالة وتعطي نتائج صحيحة بنسبة 100% دون أن يتم فتح الحاوية أو التعامل مع العبوات بأي طريقة من طرق التعامل اليدوي التقليدية، فمثلاً،حاوية تحتوي على ثلاجات منزلية،يمكن من خلال الصورة المستخرجة تحديد عدم وجود أي أصناف خلاف هذه العبوة المتماثلة للثلاجة المنزلية،ويقتصر العمل الجمركي بعد ذلك على مطابقة بيانات الفاتورة الأخرى مثل الماركة، الموديل، الحجم.. إلخ من خلال التعامل مع عبوة واحدة فقط دون الحاجة لإخراج مشمول الحاوية بالكامل خارج الحاوية لأغراض حصر العدد والتأكد من تماثل العبوات.
ثالثاً: في إطار السعي المستمر من الجمارك المصرية إلى تطوير العمل الجمركي فإن أجهزة الكشف بالأشعة تساعد من خلال التطبيق الكامل والصحيح لنظام إدارة المخاطر من الإستغناء عن العمل التقليدي في الكشف على البضائع،فما ينتج عن نظام المخاطر ويتم توجيهه إلى أي مسار خلاف المسار الأخضر،يمكن أن يتم عليه إجراء مبسط قبل القيام بالفحص التقليدي،وذلك من خلال الكشف على البضائع بأجهزة الفحص بالأشعة.
فقد يكون لدى الإدارة الجمركية هدفاً تسعى لتحقيقه يتمثل في قصر الإجراءات التقليدية على مالا يزيد عن 10% من الواردات ( الخط الأحمر) وهذا يمكن تحقيقه ولو بصورة جزئية من خلال استخدام أجهزة الكشف بالأشعة،وبالتالي تقل نسبة تدخل العنصر البشري في العمل وينخفض الزمن اللازم للإفراج عن البضائع الواردة إلى أقل زمن ممكن مما يسهم بفاعلية في تسهيل التجارة وزيادة حجم التبادل التجاري الدولي وهو هدف تسعى إليه دول العالم.
رابعاً: رغم أن قواعد العمل الجمركي في إطار منظومة منظمة التجارة العالمية تقضي بعدم وضع قيود حظر على أي نوع من أنواع الإستيراد،فإنه لا يزال يوجد عدد غير قليل من الأصناف التي لا تتفق والقواعد الدينية والأخلاقية مثل المخدرات تسري بشأنها قواعد الحظر، بالإضافة إلى تلك البضائع التي يتم إخفائها داخل الحاويات بغرض التهرب من دفع أي رسوم عنها،أو تلك البضائع التي يتطلب إستيرادها الحصول على موافقة بعض الجهات الرقابية،وقد أمكن من خلال استخدام هذه الأجهزة ضبط عدد كبير من الحاويات ووسائل النقل التي تم إخفاء هذه البضائع سواء المحظورة أو ذات الرسوم العالية أو القيمة العالية مثل المشغولات الذهبية،العملات الورقية المصرفية ، الأقراص المخدرة والمنشطة،أدوية غير مرخصة أو غير مسموح باستخدامها والأقمشة ذات القيمة العالية مثل أصناف الستائر وفساتين الزفاف،كلها تم إخفائها بغرض التهرب من دفع الرسوم المستحقة عنها.
وللحديث بقية فى العدد القادم
إن شاء الله
محتويات العدد ٤٦٢
- كلمة العدد دعوة للمشاركة
- مصلحة الجمارك ودورها فى دعم الثورة - أحمد سعودى
- غرفة الملاحة على مائدة الاستفسار- أحمد الطوبجى
- حوار مفتوح من أجل سلامة تطبيق اتفاقية القيمة - سحر شحاته
- الإنفلات والإنضباط الأخلاقى بعد الثورة - محمود أبو العلا
- رجال على خط المواجهة - محمد مرسى
- الإنترنت وانعكاساتها على العمل الجمركى - فاتن فهيم
- لا يكفى أن نحلم - عبد الناصر عز الدين
- أضواء على مسابقة التثثقيف الذاتى - حنان عليوه
- الوظائف القياديه - منى البسه
- الكشف بالأشعة - هشام قناوى
- الأحزاب السياسية - سامح الفرسيسى
- ندوات تثقيفية - عصام محمد على
- من أجل مصر العظيمة أفيقوا - أحمد الصياد
- طريق النجاح - نهى شلتوت
- أثار مصر بين الثورة والثروة - سلوى شحاته
- تأملات فى الشخصية المصرية - حمدى عبد الرحمن
- مكافحة الفساد فى ضوء اتفاقية الأمم المتحدة - محمد على اسماعيل
- المناقصات والمزايدات
- المكسرات وفوائدها الصحية - عصام نجم
- قوة التحكم فى الذات - أمانى كويلة
- مهارات التغيير - أمينة فرغلى
- مفاتيح الإبداع المهنى - صفوة والى
- تطوير مبنى إدارة تموين السفن - عبير صنديق
التسميات
مقالات