كل منا له أحلامه وأمانيه التى تراوده بين الحين والأخر، ويعمل جاهدا من أجل أن يصل إلى اليوم التى يراها وقد تحققت على مدار سنوات عمره، وهو فى سبيل ذلك قد تصادفه الكثير من العقبات - خاصة فى بدايات حياته - فيتعثر، لكنه سرعان ما يحاول الوقوف من جديد .. نافضا أتربة الإحباط واليأس عنه .. حتى يتمكن من مواصلة الطريق، وبلا شك تمثل له تلك العثرات قدر غير هين من المعاناة والألم خاصة عندما يستشعر مع مرور قطار عمره بالعجز وعدم القدرة على تحقيق أحلامه وأمانيه، فيزداد حزنا وألما... والسؤال الذى يطرح نفسه هل تستحق كل الأحلام التى شغلتنا بالماضى كل هذا القدر من المعاناة والألم ؟!
لا شك أن أحلامنا تتبدل بتغير أحوالنا ونضج فكرنا واتساع تجاربنا، فأحلامنا فى سن الطفولة غير التى تطرق بابنا فى سن الشباب وقد تتبدل بالكلية حين يتقدم بنا العمر، وعندئذ قد نقف ونمعن النظر فى ما فعلناه من أجل تحقيق أمانينا .. وكم أهدرنا من قوتنا فى سبيل أن نرى الخيال واقعا نتلمسه بين أيدينا حتى نشعر ببهجة الحياة ولذة العيش ، وقد نكتشف أن هناك أحلاما فشلنا فى تحقيقها وكم ذرفنا لها دمعا، وما كان ينبغى أن تأخذ منا كل هذا الجهد والمعاناة ، لقلة مواردها وانعدام ثمارها .. فالحلم وحده لا يكفى وإنما يرتبط بالجهد والعمل من أجل تحقيقه .. ولا ينبغى أن تضيع صفحات العمر بالمعاناة من أجل تحقيق أحلام لا تضيف لنا شيئا ولا تسهم فى تقدم مجتمعنا.
غير أن المشكلة تبدو عندما يسيطر اليأس والإحباط على شعور البعض منا رغم ما يبذلونه من جهد فى سبيل تحقيق أحلامهم، ومؤدى ذلك أمور كثيرة .. قد تكون إحداها فشلهم فى الإمساك بأول خيوط النجاح، أوعدم استهدافهم حقيقة النشاط المسبب فعلا لنجاحاتهم، أو ما تمر به ظروف مجتمعاتهم المزرية من فساد ، أو إنعدام التواصل بينهم وبين من سبقوهم سنا، أو فقدانهم لمن يسمعهم ولا يلتفت إلى مطالبهم ولا يلقى بالا لتطلعاتهم... أمور تشكل فى مجموعها تلالا من الكآبة وانعدام الثقة.. أمور أققدتهم الفرص الحقيقية لإبراز مواهبهم، وسلبت حقوق المستقبل عنهم ..
فأصبحوا يبحثون عن كل درب .. عسى أن يجدوا فيه ضالتهم .. حتى لا تتسلل إليهم روائح الشيخوخة دون أن يحققوا أحلامهم وأمانيهم التى يتطلعون اليها... فراحوا يبذلون كل ما هو نفيس من جهد ووقت ويسعون بكل ما أوتوا من قوى وحماس قد تصل إلى إنطلاق الثورات .. للقضاء على بؤر الزيف والكذب، وفتح الدروب المسدودة التى شكلت عائقا منيعا فى بناء أحلامهم .. تمثلت فى البقاء للأقوى وليس للأصلح .. فى المحسوبيات التى أصبحت البوابة الملكية للعبور لأول خيوط النجاح وتحقيق الأمال .. فى الإستهتار بهم والإستخفاف بواقعهم .. فى تشبث البعض ممن سبقوهم بالإنفراد والعزلة، وعدم ترك الفرصة لهم للمشاركة والتعبير والإبداع ..
حقيقة .. الأحلام وحدها لا تكفى .. وكلنا مطالبون بالعمل .. فكل منا تلح عليه فى أعماقه فكرة إشباع ذاته .. صغر سنه أو كبر .. وفى جعبات كل منا الكثير من التطلعات والأمانى التى يتطلع إليها.. ولكن من الصعب أن نحققها جملة واحدة .. وإنما وجب علينا فرط حبات العقد .. حتى نتمكن من حسن إدارة جهدنا وتوزيع طاقتنا .. وأن ننحى جانبا تلك الأحلام التى لا فائدة من ورائها سوى الإجهاد والألم ومضيعة الوقت وتشتيت الأفكار.. وحتى لا يداهمنا الخوف من مرور صفحات الزمن دون أن نتذوق طعم النجاح ..
خالص تحياتى
عبد الناصر عز الدين
محتويات العدد ٤٦٢
- كلمة العدد دعوة للمشاركة
- مصلحة الجمارك ودورها فى دعم الثورة - أحمد سعودى
- غرفة الملاحة على مائدة الاستفسار- أحمد الطوبجى
- حوار مفتوح من أجل سلامة تطبيق اتفاقية القيمة - سحر شحاته
- الإنفلات والإنضباط الأخلاقى بعد الثورة - محمود أبو العلا
- رجال على خط المواجهة - محمد مرسى
- الإنترنت وانعكاساتها على العمل الجمركى - فاتن فهيم
- لا يكفى أن نحلم - عبد الناصر عز الدين
- أضواء على مسابقة التثثقيف الذاتى - حنان عليوه
- الوظائف القياديه - منى البسه
- الكشف بالأشعة - هشام قناوى
- الأحزاب السياسية - سامح الفرسيسى
- ندوات تثقيفية - عصام محمد على
- من أجل مصر العظيمة أفيقوا - أحمد الصياد
- طريق النجاح - نهى شلتوت
- أثار مصر بين الثورة والثروة - سلوى شحاته
- تأملات فى الشخصية المصرية - حمدى عبد الرحمن
- مكافحة الفساد فى ضوء اتفاقية الأمم المتحدة - محمد على اسماعيل
- المناقصات والمزايدات
- المكسرات وفوائدها الصحية - عصام نجم
- قوة التحكم فى الذات - أمانى كويلة
- مهارات التغيير - أمينة فرغلى
- مفاتيح الإبداع المهنى - صفوة والى
- تطوير مبنى إدارة تموين السفن - عبير صنديق
التسميات
مقالات
المقالة أعجبتنى
ردحذف